استهدف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة أمس، مركزاً للتجنيد تابعاً للجيش اليمني في حي الصنافر بمنطقة المنصورة شمال عدن، أدى إلى مقتل 71 شخصاً على الأقل، وإصابة حوالى مئة بجروح، وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى جراء الإصابات الخطرة بين الجرحى الذين تم توزيعهم على مستشفيات المدينة. وبدأ وفد حوثي أمس، زيارة إلى بغداد وصفتها وزارة الخارجية العراقية ب «الرسمية»، والتقى الوفد الذي ترأسه يحيى بدر الدين الحوثي وزير الخارجية ابراهيم الجعفري. وذكرت مصادر الحوثيين أن الزيارة في إطار جولة في المنطقة ينوي الوفد القيام بها، وتشمل طهران ودمشق وبيروت. وذكر شهود كانوا في موقع التفجير في عدن، أن غالبية المجندين كانوا في الباحة الداخلية للمدرسة، عندما تمكن الانتحاري من التسلل بسيارته خلف شاحنة صغيرة مخصصة للتموين دخلت حرم المدرسة. وأدت قوة الانفجار إلى تهدم أجزاء من المعسكر، وهو ما ضاعف عدد الضحايا، في حين وصف مراقبون الهجوم بأنه الأكثر دموية منذ تحرير المدينة من مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح قبل أكثر من عام. ودان مجلس الوزراء السعودي الذي عقد في جدة أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الهجوم الإرهابي الذي وقع في عدن، وعبّر عن تعازي المملكة لأسر الضحايا وتمنياتها للمصابين الشفاء العاجل. وجدد المجلس مطالبة الحوثيين بفك الحصار عن المدن اليمنية والسماح بإدخال المساعدات للمحتاجين. إلى ذلك، شنّ طيران التحالف العربي أمس سلسلة غارات استهدفت مواقع عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي وصالح في صعدة وتعز ومأرب، أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر الحوثيين، وتدمير أسلحة وعتاد عسكري. وقال مصدر في المقاومة الشعبية في تعز ل «الحياة» إن الميليشيات شنت الليلة الماضية هجوماً عنيفاً على جبل الهان في المنفذ الغربي لتعز لاستعادته. وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي وصالح تحشد المزيد من الآليات إلى محافظة تعز، في محاولة منها لإعادة حصار المدينة. وفي السياق ذاته، قصفت طائرات التحالف والمدفعية السعودية أمس، مواقع في صعدة وحجة، بعد قيام ميليشيا الحوثي وصالح باستهداف المدنيين في مناطق الحدود في نجران وجازان، وتسببت في وفاة رضيع وأطفال وإصابة نساء أمس وأول من أمس. من جهة ثانية، أفادت مصادر الجيش الوطني والمقاومة بأنها واصلت التقدم في جبهات تعز والجوف ونهم وكبدت المتمردين الحوثيين عشرات القتلى والجرحى بالتزامن مع غارات لطيران التحالف استهدفت مواقع المتمردين في صنعاء ومحيطها ومحافظات حجة والحديدة وصعدة وذمار، في حين حظيت محافظة صعدة والمناطق الحدودية منها بالنصيب الأوفر من الضربات التي طاولت تجمعات المليشيات وآلياتهم ومخازن أسلحتهم. وأكدت مصادر الجيش الوطني والمقاومة أن قواتها سيطرت في الجبهة الغربية من تعز على تلتي السوداء والربيعي وجبل المنعم الاستراتيجي، وباتت تتحكم بالطريق الرئيسي بين الحديدة وتعز ومنطقة «مفرق شرعب» المدخل الغربي لتعز. وفي جبهة نهم، تواصل قوات الجيش التقدم باتجاه صنعاء في ظل انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات، وصد الجيش هجوماً للمتمردين في جبهة مديرية المتون في محافظة الجوف المجاورة واستولى على عتاد وذخائر خلفها الحوثيون والقوات الموالية لهم. وأكد شهود ومصادر أمنية أن ثلاث غارات للتحالف استهدفت مواقع للحوثيين في مناطق متفرقة بمديرية «الحدا» في محافظة ذمار جنوبصنعاء، وأضافت المصادر أن إحدى الضربات أصابت سيارة القيادي الحوثي علي السدمي وأدت إلى مقتله مع عدد من مرافقيه. في غضون ذلك، طالب الرئيس عبدربه منصور هادي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على الانقلابيين للجنوح إلى السلام، والتزام مخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ بنود القرار الأممي رقم 2216. وجدد هادي خلال لقائه أمس القائم بأعمال السفارة الأميركية في اليمن ريتشارد رايلي، حرصه الدائم على السلام، انطلاقاً من مسؤولياته تجاه وطنه وشعبه، مشيراً إلى أن ضوابط السلام واضحة ومحددة وفقاً للمرجعيات الثلاث، المتمثلة في مخرجات الحوار، والمبادرة الخليجية، والقرارات الأممية، ومنها القرار 2216. من جهة أخرى، قالت الخارجية العراقية إن وفداً حوثياً وصل إلى بغداد أمس، في «زيارة رسمية تستغرق أياماً» برئاسة النائب في البرلمان اليمني يحيى بدر الدين الحوثي، وعقد لقاء مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري. وذكر الجعفري أنه «جرى خلال اللقاء استعراض التطورات السياسية والأمنية على الساحة اليمنية»، وأكد «ضرورة إيقاف نزيف الدم وتبني حوار وطني يسهم في إنهاء الحرب في اليمن وعودة الأمن والاستقرار». وعرض الوفد اليمني «نتائج الجهود السياسية التي أدت إلى تشكيل المجلس السياسي». وأكد أن «الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات ستتضمن دولاً عدة، وأن العراق هو المحطة الأولى التي سعى الوفد لزيارتها لعمقه التاريخي وثقله السياسي العربي».