فيما وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، صباح أمس، إلى عدن، للإشراف على معركة استعادة تعز من ميليشيات التمرد الحوثي، وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، واصلت قوات المقاومة الشعبية، وعناصر الجيش الموالي للشرعية تقدمهم في كافة جبهات القتال، بغطاء جوي وفرته طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة. حيث دارت معارك شرسة أسفرت عن مصرع عشرات الانقلابيين الحوثيين وإصابة آخرين، وسط حالة انهيار كبيرة في صفوف الانقلابيين. وكان هادي قد وصل إلى مطار عدن الدولي، برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، وتوجه فور وصوله إلى قصر المعاشيق الرئاسي، حيث بدأ على الفور الاتصال بقيادة القوات الموالية للشرعية، وتسلم مهمة الإشراف على مركز قيادة العمليات.
انهيار الانقلابيين في ما وصفته مصادر ميدانية بأنه إعلان مبكر للهزيمة في تعز، أعلنت وسائل إعلام قريبة من المخلوع صالح وجود ما أسمته "مخطط لاحتلال تعز"، مشيرة إلى أن قوات ضخمة وأعدادا مهولة من الآليات تتجه نحو محافظة تعز. وأشارت صحيفة "اليمن اليوم" المملوكة لعائلة المخلوع إلى وجود حشود بحرية وبرية غير مسبوقة، وغطاء جوي كثيف للتحالف العربي بقيادة المملكة. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن ما نشرته الصحيفة المذكورة يعبر بوضوح عن شعور الانقلابيين بقرب الهزيمة، وأن مسألة خروجهم من تعز باتت مسألة ساعات على الأكثر. ونقل عن القيادي في مقاومة تعز، سالم العلي قوله "القوات الضخمة التي دخلت تعز تسببت في هزيمة الانقلابيين، حتى قبل بداية المواجهات، لأن المتمردين لم يشاهدوا مثل تلك الآليات من قبل". وكان شهود عيان قد أكدوا أن قرابة 30 دبابة، و40 مدرعة عسكرية، والعديد من المدافع المتطورة، قد دخلت المدينة خلال اليومين السابقين، ما تسبب في حالة ذعر وسط الميليشيات، لا سيما بعد إعلان قائد المقاومة الشعبية، حمود المخلافي، عن وجود 50 ألف مقاتل مدججين بالأسلحة سوف يشاركون في تحرير صنعاء، عقب انتهاء معركة تعز. ملفات عاجلة قال المركز الإعلامي للمقاومة إن أنباء عودة الرئيس وبقية المسؤولين أشاعت أجواء إيجابية وسط مقاتلي المقاومة الشعبية، ورفعت من روحهم المعنوية، مشيرا إلى أن عودته تشكل مفتاحا، ليس لاستعادة تعز فقط، وإنما للتقدم نحو العاصمة صنعاء. وتابع بالقول إن عدة ملفات تنتظر هادي في عدن، في مقدمتها استعادة السيطرة على تعز، إضافة إلى الملف الأمني في عدن، والمناطق المحررة من الحوثيين والملف الاقتصادي، وملف الإغاثة، ومعالجة الجرحى، وإعادة الإعمار، ودمج رجال المقاومة الشعبية ضمن قوات الجيش الوطني وإعادة الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن السكان يعقدون آمالا كبيرة على عودة هادي.
إشراف رئاسي قال قائد عمليات استعادة تعز، التي أطلق عليها اسم "نصر الحالمة"، العميد صادق سرحان: "هادي بدأ بمجرد عودته المشاركة في عملية استعادة مدينة تعز من الحوثيين، عبر إشرافه المباشر على غرفة العمليات في عدن. والثوار قابلوا نبأ عودته بفرح شديد، حيث أشعرتهم بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة التمرد الحوثي، وأن القيادة على أعلى مستوياتهم تشاركهم جهود التحرير". وأشار سرحان إلى استعداد مقاتلي المقاومة لفك الحصار وتحرير تعز من الحوثيين، مشيدا بالغطاء الجوي الكثيف الذي وفرته طائرات التحالف العربي، واصفا إياه بأنه "مهد الطريق أمام الثوار للتقدم على الأرض، وحرم الانقلابيين من عتادهم الثقيل الذي كانوا يعولون عليه لمواصلة العدوان". وطالب باستمرار الإسناد الجوي وتكثيفه بصورة أكبر، وتركيز الضربات على مواقع ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع.