رفضت حكومة إقليم كردستان دعوة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى وقف تقدم «البيشمركة» والبقاء في مواقعها خلال معركة استعادة الموصل، وأعلن البدء بتوسعة «الحشد الشعبي» في محافظة نينوى بضم مقاتلين من الأقليات. وقال الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزيي، رداً على دعوة العبادي إلى وقف تحرك «البيشمركة» مع انطلاق عمليات تحرير الموصل، وأكد أن هذه القوات «ستستمر في تقدمها، وستواصل تحرير كل المناطق الكردستانية (المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد) في نينوى»، وجدد رفض الإقليم «سحب قواته من تلك المناطق التي تم تحريرها أو التي ستحرر في المستقبل». وقال نجاة علي، قائد قوات «البيشمركة» في محور مخمور جنوب شرق الموصل إن «تصريحات العبادي تبدو متناقضة وطابعها سياسي أكثر من كونه عسكرياً، لأن من دون قوات البيشمركة لن يكون بمقدور الجيش اقتحام الموصل، والمناطق التي حررناها خلال اليومين الماضيين تصب في صالح الجيش الذي بإمكانه العبور وفتح جبهات جديدة». وأصدر رئيس الإقليم مسعود بارزاني أمس تعليمات تلزم قوات «البيشمركة» المحافظة «على حياة المدنيين وعدم ارتكاب تجاوزات أو التطاول على الأملاك، ومنع اعتقال أي شخص خارج السياقات القانونية، أو نقل مواطنين من مناطقهم المحررة إلى مناطق أخرى من دون أسباب قانونية أو عسكرية، ومنحهم حرية الحركة والانتقال باستثناء مناطق التماس مع داعش»، مشيرا إلى أن «أي شخص أو طرف يخالف هذه التعليمات سيتعرض لتحقيق قضائي». وأجرى رئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي وبارزاني محادثات في أربيل حول «الانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة في المعارك الأخيرة، والتطورات السياسية، فضلاً عن الاستعدادات الجارية لتحرير الموصل والتحديات العسكرية والإنسانية والسياسية لهذه العملية»، على ما جاء في بيان لرئاسة الإقليم، وشدد الجانبان «على ضرورة وجود اتفاق سياسي مسبق بين الأطراف والمكونات حول إدارة المحافظة قبل تحريرها لضمان تحقيق الاستقرار». وكان العبادي أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس عقب اجتماع مجلس الوزراء، أن «الحشد الشعبي في محافظة نينوى سيتم توسيعه لضم أبناء المكونات الأقليات إليه»، وحذر من أن «داعش يعمل على تخويف العراقيين من الحشد والأجهزة الأمنية»، مؤكداً أن «نينوى لن تواجه التقسيم وستسلم إدارتها إلى أهلها بعد عملية التحرير، ونحن اتفقنا مع إقليم كردستان على عدم التقسيم، وتجنب الدخول إلى الموصل، وهذا لا يعني عدم مساعدتهم القوات الأمنية والحشد الشعبي لتحريرها، ولكن على البيشمركة أن تبقى في مواقعها مع بدء الهجوم». وترافق التحضيرات لاستعادة الموصل مخاوف من نشوب صراعات على النفوذ والحدود الإدارية بعد طرد «داعش»، إذ يرفض الأكراد الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها «البيشمركة»، فيما تخشى القوى السنّية من نوايا دخول قوات «الحشد الشعبي» لبسط نفوذها على المناطق ذات الغالبية الشيعية، إلى جانب فصائل عسكرية تابعة لحزب «العمال الكردستاني». من جهة أخرى، أفادت حركة «النجباء» في بيان أمس، بأن زعيمها أكرم الكعبي بحث مع الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري في «التشكيلة الجديدة لهيئة الحشد الشعبي والاستعداد للمشاركة في عمليات تحرير الموصل»، وزاد أن «الجانبين اقترحا تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع القوات الأمنية لإدارة معركة التحرير، وجددا رفضهما دخول القوات الأجنبية إلى العراق».