دعت المرشحة الديمقراطية التي خسرت انتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون إلى كفاح جديد من أجل أميركا أكثر شمولية، على رغم من خيبة أملها إزاء خسارة الانتخابات التي كشفت عن انقسامات عميقة داخل المجتمع الأميركي. وفي أول تصريحات علنية منذ إقرارها بالهزيمة أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، قالت كلينتون إن الكثير من الأميركيين يسألون عما إذا كان فوزه يعني أن الولاياتالمتحدة لا تزال هي الدولة التي كانت في مخيلتهم. وقالت في أمسية ل «صندوق الدفاع عن الأطفال» تكريماً للفائزين بمنح دراسية «الانقسامات التي كشفت عنها هذه الانتخابات عميقة لكنني أرجوكم أن تصغوا إلي عندما أقول هذا. أميركا تستحق. أطفالنا يستحقون (...) ثقوا في بلدنا وكافحوا من أجل قيمنا ولا تستسلموا أبدا». وفازت كلينتون وهي وزيرة سابقة للخارجية الأميركية بالتصويت الشعبي، لكنها خسرت أصوات المجمع الانتخابي الحاسمة لصالح ترامب. ومن جهته، دعا بيرني ساندرز الذي هزمته كلينتون في السباق لنيل بطاقة الترشيح الديموقراطية الى الانتخابات الرئاسية الأميركية، ترامب الى التراجع عن تعيين اليميني المتطرف ستيف بانون في منصب كبير المستشارين والمخططين الاستراتيجيين. وقال السيناتور عن ولاية فيرمونت إن «تعيين الرئيس المنتخب ترامب شخصاً عنصرياً مثل بانون في منصب قيادي هو أمر غير مقبول بتاتاً»، وأضاف أنه «في مجتمع ديموقراطي يمكن لنا ان نختلف بقدر ما نريد لجهة المشكلات، ولكن لا يمكن للعنصرية والتعصب أن يكونا جزءاً لا يتجزأ من أي سياسي يعمل في الشأن العام»، وتابع «تعيين ترامب لبانون يجب أن يلغى». ومن جهة ثانية، قال فريق ترامب في بيان، إن ترامب ونائبه مايك بينس تحدثا مع تلقيا اتصالات من 29 زعيما أجنبياً «هنؤوهما خلالها على فوزهما التاريخي في الانتخابات الرئاسية» التي جرت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قالت في عددها الصادر أمس أن الزعماء الأجانب يجدون صعوبة في التواصل مع الرئيس المنتخب. ولكن ترامب سارع الى الرد على هذا الاتهام من خلال سلسلة تغريدات لاذعة على «تويتر» قبل ان يصدر فريقه عند العصر بيانا يفصّل فيه اسماء القادة الاجانب الذين تحادث واياهم الرئيس ونائب الرئيس المنتخبان، ولكن من دون ان يحدد مع اي من الاثنين تحادث كل من هؤلاء الزعماء. وتضمنت القائمة التي وردت في البيان اسماء قادة لم يكن فريق ترامب قد اعلن عنها من قبل مثل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي. وأصبحت المناقشات التي أجريت مع زعماء كثر ومن بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين- معروفة بالفعل. ولم تشمل القائمة زعماء أفغانستان والعراق وباكستان كما لم تشمل أي رئيس دولة أفريقية أو زعماء من جنوب شرق آسيا. وفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام اسرائيلية أمس عن وزير الدفاع افيغدور ليبرمان قوله ان فريق ترامب طلب من اليمين الإسرائيلي ضبط النفس في التعبير عن ابتهاجه بفوز الملياردير بالانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة. ومنذ الفوز المفاجئ لترامب بمفاتيح البيت الأبيض واليمين الاسرائيلي في سعادة بسبب الوعود التي أطلقها المرشح الجمهوري خلال حملته الانتخابية لجهة دعم اسرائيل والاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأميركية اليها، وهي وعود رأى فيها اليمين فرصة لتسريع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وصولاً حتى الى القضاء على فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة.