نيويورك، كابول - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، بأن مدعين فيديراليين أميركيين في نيويورك أطلقوا تحقيقاً بالفساد ضد محمود كارزاي، شقيق الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، ما يمكن أن يؤدي الى تصاعد التوتر في العلاقات الصعبة بين واشنطن والرئيس الأفغاني الذي يشتبه في عدم بذله جهوداً كافية لمكافحة الفساد في بلده. ويحاول المدعون تحديد امتلاكهم أدلة كافية لملاحقة شقيق كارزاي الذي يحمل الجنسية الأميركية ويخضع لقانون الضريبة الأميركي، بتهمة التهرب الضريبي والابتزاز. وهم يحققون مع مسؤولين في مصارف أفغانية وأشخاص يشتبه في تورطهم بتهريب مخدرات، في وقت تعهد الرئيس باراك أوباما أخيراً بإبقاء الضغط على حميد كارزاي كي يكافح الفساد في أفغانستان، والذي يطاول أيضاً شقيقه الآخر أحمد والي كارزاي، حاكم ولاية قندهار. وفيما لا يرجح اتخاذ المدعين الأميركيين قراراً قبل بداية العام المقبل بعد مراجعة واشنطن استراتيجيتها في أفغانستان، صرح محمود كارزاي بأن «ثروته وأعماله قانونية»، مضيفاً: «لن يجدوا شيئاً ضدي. أنا مجرد رجل أعمال»، علماً انه يملك أربعة عقارات في الولاياتالمتحدة، وجمع 12 مليون دولار فيما امتلك مطعماً فقط في مدينة كامبريدج في ماساتشوسيتس (شمال شرق) قبل إطاحة نظام حركة «طالبان» في أفغانستان عام 2001. الى ذلك، كشفت الصحيفة ذاتها، أن الجنرال وليام كالدويل المكلف تأهيل الجيش الأفغاني، ينوي مطالبة دول حليفة في الحلف الأطلسي (ناتو) بإرسال ألف مدرب إضافي من اختصاصات عدة بينهم طيارون لتأهيل سلاح الجو الأفغاني وأطباء ودرك من الاتحاد الأوروبي لتأهيل الشرطة، من أجل إنجاز مهمته. ويرى الجنرال كالدويل أن المدربين الإضافيين ضروريون لتطوير الجيش والشرطة الأفغانيين، تمهيداً لنقل سلطات حفظ الأمن الى الأفغان بدءاً من تموز (يوليو) 2011. وقال: «إذا لم نحصل على المدربين الذين نحتاج إليهم ستتأخر العملية الانتقالية»، مشيراً الى ضرورة تأهيل 133 ألف عسكري وشرطي إضافي قبل الصيف المقبل. وتتألف قوات الأمن الأفغانية حالياً من حوالى 256 ألف عنصر، لكن الجيش الأميركي يتوقع مغادرة حوالى 83 ألفاً منهم خلال 13 شهراً. خطف بريطانية وفي أفغانستان، مشطت القوات الحكومية منطقة شاوكاي (شرق) التي تصل ولاية جلال آباد (شرق) بولاية كونار (شمال شرق)، حيث خطف أول من أمس بريطاني ومرافقيه الأفغان الثلاثة والذين استقلوا سيارتين. وتقع ولاية كونار على الحدود مع باكستان، ويتمركز فيها متمردون بينهم عناصر «طالبان» الذين نفوا صلتهم بعملية الخطف، علماً أن حركة التمرد الأفغاني غير متجانسة، إذ تنفذ مجموعات محلية عمليات مستقلة عن أوامر القيادة المركزية. وكانت الخارجية البريطانية أعلنت مساء الأحد خطف عاملة إغاثة بريطانية لم تكشف هويتها. وقالت متحدثة باسم الوزارة «نحن نعمل في شكل وثيق مع السلطات المحلية المعنية. كما إننا على اتصال بالأسرة ونؤمن مساعدة قنصلية». ورفضت قيادة الحلف الأطلسي في كابول تأكيد مشاركة قواتها في عملية البحث عن المرأة المخطوفة التي أفادت وسائل إعلام بريطانية بأنها تعمل لحساب منظمة «دي آي أي» الأميركية غير الحكومية التي تنفذ مهمات لحساب وكالة التنمية الأميركية «يو اس ايد». ويعتقد بأن البريطانية في الثلاثين من العمر، وتعمل منذ سنوات في أفغانستان. وأشارت صحف بريطانية الى أن شرطيين اقتفوا اثر الخاطفين، وتبادلوا النار معهم لفترة قصيرة قبل أن يفروا. وكانت طبيبة بريطانية تدعى كارين وو (36 سنة) قتلت مع سبعة أجانب آخرين من أعضاء فريق طبي انساني وأفغانيين اثنين في ولاية بادكشان (شمال شرق) في آب (أغسطس). كما سقط حارس أمني بريطاني خاص مع ثلاثة من زملائه في هجوم شنه مسلحون على مكاتب منظمة (داي) في قندوز (شمال) في تموز (يوليو) الماضي. انتخابات على صعيد آخر، أعلن مسؤول في اللجنة المستقلة للانتخابات في أفغانستان أن اللجنة أمرت بإجراء إعادة فرز جزئية للأصوات في 7 ولايات من 34 ولاية للاشتباه في حدوث تزوير، ما قد يتسبب في تأخير إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 18 الشهر الجاري. وقال زكريا باراكزاي عضو لجنة الانتخابات التي عينتها الحكومة: «تتوافر أدلة تشكك بالنتائج، لذا أمرنا بإعادة فرز الأصوات في ولايات قندوز وبلخ وطخار وبدخشان وباروان في الشمال والشمال الشرقي، ولوغار (جنوب) وخوست (شرق)». وتلقت لجنة الشكاوى الانتخابية التي تدعمها الأممالمتحدة نحو ثلاثة آلاف شكوى رسمية قبل عملية التصويت وبعدها، وتخشى احتمال تضاعف هذا العدد. وتراقب واشنطن نتائج الانتخابات عن كثب، قبل مراجعة استراتيجيتها الخاصة بالحرب في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، والتي يتوقع أن تتناول سرعة ونطاق انسحاب القوات الأميركية بعد تسع سنوات من بدء الحرب. وكان كارزاي ومبعوث الأممالمتحدة الى أفغانستان ستيفان دي ميستورا قالا إنه «من السابق لأوانه وصف الانتخابات بأنها ناجحة». باكستان قتل مسلحان على الأقل في عملية نفذتها القوات الباكستانية في منطقة تهسيل خوازاخيلا بإقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب)، واندرجت ضمن سلسلة عملياتها العسكرية ضد المسلحين في بعض مناطق القبائل، أسفرت حتى الآن عن قتل واعتقال عدد كبير منهم. وسقط سبعة متمردين على الأقل في غارتين نفذتهما طائرات أميركية من دون طيار استهدفتا قرية اسار القريبة من داتا خيل غرب ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان (شمال غرب). جاء ذلك بعد اقل من 24 ساعة على غارة مشابهة في محيط داتا خيل، أدت الى مقتل 4 متمردين، ما رفع الى نحو مئة عدد القتلى في صفوف المتمردين منذ الثالث من الشهر الجاري. الى ذلك، استقال، وزير الإنتاج الدفاعي الباكستاني عبد القيوم جاتوي بعد انتقادات حادة وجهت له إثر اتهامه الجيش بارتكاب اغتيالات سياسية بينها لرئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو والزعيم القبلي نواب أكبر بوغتي الذي قتل في اشتباكات مع الجيش عام 2006، ودعوته مجموعات السند والباشتون وبالوش والسرياك والبنجاب الى الحصول على حصة متساوية من الفساد.