كلما اقترب من قسم الخضار والفواكه في أحد الأسواق العملاقة (الهايبر) يجد أن الأسعار تغيرت. في كل مرة يريد فيها شراء بعض الفواكه والخضار يجد أن السعر قفز عن المرة الماضية! بات الأمر مقلقاً بالنسبة للمستهلك. ما الذي يحصل؟ أهي أزمة في سوق الغذاء العالمي، أم ضعف في الرقابة على التجار؟ هذا العام يختلف عن سواه بالنسبة لكثير من المواطنين والمقيمين، خصوصاً أولئك المنتمين ضمنياً إلى الطبقتين الوسطى والدنيا من الناحية المادية، فالأسعار أضحت «غير معقولة» في ظل التغير السريع في قيمها! أربعة مواسم متلاحقة (الإجازة الصيفية، رمضان، العيد، وبداية العام الدراسي الجديد) أنهكت الأسر مادياً، لما تحتاجه الأسرة من متطلبات خلال الموسم. ويحمل مواطنون وخبراء وزارة التجارة و«حماية المستهلك» المسؤولية في الارتفاع «الصاروخي» للأسعار كما تشير تقارير مصلحة الإحصاءات العامة. في المقابل، كلما اقترب العام الجديد كلما خفت الأمل لدى مواطنين باكتمال المشاريع التي طالما تحدث عنها مسؤولون، وضربوا لها مواعيد، مرت عليها أشهر وسنوات، فمن الممكن ببساطة اكتشاف حجم المشاريع الهائل في العاصمة - على سبيل المثال - لكن عشوائية ما تقف وراءها، حولت العاصمة إلى جسم مقطع الشريان أو مبتور الأعضاء، عندما تجد شوارع رئيسية ترزح لسنوات تحت أسنة الحفارات، ليظل الضحية الأولى والأخيرة مواطن ومقيم يبحثون عن حياة أقل صعوبة.