طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – أقرت طهران امس، بأن فيروساً معقداً يمكنه التعرف إلى شبكة التحكّم في منشأة معيّنة وتدميرها، ويُشتبه في تصميمه خصيصاً لتخريب مفاعل «بوشهر» النووي الايراني، ضرب اجهزة كومبيوتر شخصية لعاملين في المفاعل الذي أكدت في المقابل ان أنظمته تعمل «في شكل طبيعي ولم تتعرّض لأي عطل». ونقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (إرنا) عن المدير التنفيذي لمفاعل «بوشهر» محمود جعفري قوله ان فريقاً يحاول إخراج الفيروس من الكومبيوترات المصابة، على رغم انه «لم يسبّب أي ضرر لكلّ أنظمة البرمجيات الصناعية في المفاعل، والتي تعمل في شكل طبيعي ولم تتعرّض لأي عطل نتيجه هجوم الفيروس المزعوم». كما شدد على ان شحن المفاعل بالوقود «يسير وفق البرنامج والجدول الزمني المحدد، ولا مشاکل تُذکر»، مشيراً الى ان الفيروس لن يؤثر على خطط تشغيل المفاعل في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. ويشكل تصريح جعفري اول مؤشر الى ان فيروس «ستوكسنت» الذي ضرب صناعات عدة في ايران، أضرّ بمعدات متصلة بمفاعل «بوشهر». وكانت وكالة الانباء الطالبية (إيسنا) افادت الجمعة الماضي، بأن خبراء في «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» عقدوا اجتماعاً الثلثاء الماضي، لمناقشة سبل مواجهة «ستوكسنت» بعد تغلغله في ايران. واكتشف خبراء ألمان الفيروس في تموز (يوليو) الماضي، والذي ظهر في هجمات استهدفت دولاً عدة، خصوصاً ايران والهند واندونيسيا وباكستان والولاياتالمتحدة، لكن يبدو أن أبرز اختراق له هو في ايران حيث توجد 60 في المئة من أجهزة الكومبيوتر المصابة بالفيروس، كما قال كيفن هوغان مدير الأمن في شركة «سيمانتيك»، مضيفاً: «من الواضح تماماً، بناءً على نمط الإصابة، ان منشآت إيرانية مستهدفة». وقال الباحث الالماني في امن الكومبيوتر رالف لانغنر ان «ستوكسنت» يستطيع التعرّف الى شبكة التحكم في منشأة معينة، وتدميرها، معتبراً ذلك «حرب فضاء الكترونية». وصُمم الفيروس خصيصاً لاختراق انظمة التحكّم والحصول على البيانات من انتاج شركة «سيمنس» الالمانية، والتي تُستخدم عادة لادارة امدادات المياه وحفارات النفط ومحطات الكهرباء وغيرها من المنشأت الصناعية. وشاركت «سيمنس» في التصميم الأصلي لمفاعل «بوشهر» خلال حكم الشاه، قبل إطاحته عام 1979. وأكد لانغنر ان ثمة «دولة وراء» الفيروس الذي يُعتبر «دودة»، اذ ينتقل من جهاز الى آخر عبر بطاقات الذاكرة (يو أس بي)، ويتكاثر أثناء انتقاله. واشتبه في ان يكون مفاعل «بوشهر» هدف «ستوكسنت». نجاد و «11 ايلول» الى ذلك، أعرب 195 من النواب ال290 في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني، عن تأييدهم المواقف التي اتخذها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع الماضي، وفي مقابلاته مع وسائل إعلام أجنبية. يأتي ذلك فيما انتقد نجاد «ردود الفعل الساذجة» للمسؤولين الاميركيين حول اقتراحه تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لدرس هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وقال لدى وصوله الى مطار مهرآباد في طهران بعد عودته من نيويورك: «اذا كانت هناك أدلة حاسمة لدى الاميركيين تكشف تنفيذ ارهابيين هذه العملية، عليهم تقديمها الى لجنة تقصي الحقائق، كي يشارك الجميع في مكافحة الارهاب». ودعا الى «التدقيق في معطيات الصندوق الاسود في كلّ الطائرات المُستخدمة في أحداث 11 ايلول، للوصول الى الحقيقة». في الوقت ذاته، عزا اسفنديار رحيم مشائي رئيس مكتب نجاد «استياء» الرئيس الاميركي باراك اوباما من اقتراح الرئيس الايراني تشكيل لجنة تحقيق في هجمات 11 ايلول، الى ان اجراء «تحقيق حيادي في شأنها، سيكشف عن المؤامرات التي نفذتها الولاياتالمتحدة خلال العقد الماضي، ما يجعلها مجرمة امام الرأي العام العالمي». الى ذلك، وصف رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني اوباما بأنه «شرير عالمي»، وذلك بعد قول الاخير للقسم الفارسي في «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) ان واشنطن «ستقف دوماً الى جانب» الايرانيين الذين «يتوقون الى اسماع صوتهم، وللمشاركة في ديموقراطية تعترف بكرامتهم الانسانية». ونفى زعيم المعارضة مير حسين موسوي أنباء أوردتها صحيفة «رسالت» المحافظة، تفيد بوجود خلافات بينه وبين مهدي كروبي أحد أبرز قادة المعارضة والرئيس السابق محمد خاتمي. ونقل موقع «كلمة» عن موسوي قوله: «لا خلافات في صفوف الحركة الخضراء والاصلاحيين». وشدد على ان الحركة «تعتمد على التفاعل بين شبكات خضراء وتقدمية، وليس على أفراد». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «شرق» المعتدلة ان وزارة الثقافة الإيرانية منعت المخرج الايراني العالمي أصغر فرهدي، من استكمال تصوير فيلمه الحالي، بعدما دافع عن مخرجين معارضين للنظام، من بينهم جعفر بناهي الذي سُجن لثلاثة شهور ومحسن مخملباف المقيم خارج البلاد. الى ذلك، أفاد موقع «كلمة» بأن «قسم تجار الذهب» في بازار طهران أغلق أبوابه السبت، احتجاجاً على خطط الحكومة لرفع ضريبة القيمة المضافة. لكن وكالة «فارس» افادت بأن التجار استأنفوا نشاطهم، بعد مفاوضات مع المسؤولين. على صعيد آخر، أوردت صحيفة «جمهوري إسلامي» المحافظة بأن وفداً من سلطنة عُمان سيزور طهران، لمتابعة قضية اطلاق الاميركيَين شاين باور وجوش فتال المحتجزين منذ 31 تموز (يوليو) 2009، بتهمة دخولهما مع مواطنتهما ساره شورد الاراضي الايرانية في شكل غير شرعي من كردستان العراق. وتوسطت عُمان في اطلاق شورد في 14 من الشهر الجاري، اذ أفادت معلومات بأنها سددت كفالة للافراج عنها، قيمتها نصف مليون دولار. ونقلت صحيفة «ايران» الحكومية عن محمود ليايي مسؤول المعلوماتية في وزارة الصناعة قوله ان «ستاكسنت» ضرب حتى الآن 30 ألف كومبيوتر في ايران. واضاف: «ستاكسنت ينقل الى جهة معيّنة معلومات عن خطوط الإنتاج الصناعي والأنظمة الآلية، ثم يعكف مصممو الفيروس على معالجة المعلومات لتدبير مؤامرات ضد البلاد». ورجّح وقوف «حكومة اجنبية وراء هذا الفيروس، نظراً الى درجة تعقيده»، مشيراً الى ان الصناعات الإيرانية ستحصل على أنظمة تستهدف مكافحته. أما وزير الاتصالات وتكنولوجيا الإعلام رضا تقي بور فأكد أن الفيروس لم يحدث «أضراراً كبيرة في الأنظمة الصناعية في البلاد»، مؤكداً انه «لم يستطع التسلل الى الجهاز الحكومي او إلحاق أضرار كبيرة به». وأعلن سيد مهديون مدير شركة «تكنولوجيات الإعلام» التابعة لوزارة الاتصال ان «فرق اختصاصيين بدأت تقضي منهجياً على الفيروس» الذي وضعته صحيفة «ايران» في إطار «حرب معلوماتية يشنّها الغرب على ايران».