يستطيع السعوديون اليوم مشاهدة القمر العملاق في ظاهرة لم تتكرر، بعد آخر ظهور له عام 1948، إذ يكون اليوم القمر في أقرب نقطة إلى الأرض. وقال عالم الفلك ملهم الهندي ل«الحياة»: «إن السبب في وجود هذه الظاهرة هو مجال دوران القمر حول الأرض البيضوي، وبحسب هذا المدار فإن القمر يكون أحياناً أقرب إلى الأرض أكثر، وأحياناً يبتعد عن الأرض». وأشار إلى أن أقرب نقطة للقمر في مداره حول الأرض يطلق عليها مسمى «الحضيض»، مبيناً أن هذه الظاهرة تتكرر كل 400 يوم، ولكن نظراً إلى وجود فارق في التوقيت بين اكتمال القمر وظهوره في السماء بما يصل إلى تسع ساعات، فمن الصعب ملاحظتها. وأوضح أن اليوم لن يكون هناك فارق في التوقيت بين ولادة القمر ووصوله إلى أقرب نقطة إلى الأرض في مداره، إذ سيظهر أكبر من حجمه بواقع 14 في المئة، منوهاً بأن هذا الاقتراب من الأرض يؤثر في المد والجزر بالبحار. وقال: «لن يكون هنالك ثأثير سلبي للمد والجزر مع اقتراب القمر العملاق من الأرض، إذ إن الزيادة في معدلها يراوح بين ثلاثة وأربعة في المئة، وهو شيء طبيعي». من جهة أخرى، قال خبير الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند: «إن سماء المملكة ستكون على موعد مع «بدر البدور» مساء اليوم ال14من تشرين الثاني (نوفمبر)، موضحاً أن البدر سيكون الأقرب والأكبر والألمع منذ 68 سنة، وسيكون بعده عن الأرض أقل بنحو 36 كيلومتراً، أي أقرب من متوسط بعده بنحو 27 ألف كيلومتر، ليظهر أكبر من حجمه المتوسط بواقع سبعة في المئة، وبإضاءة أقوى بنحو 16 في المئة». وأضاف: «إن القمر العملاق لن يقترب بهذا الشكل من الأرض مرة أخرى إلا في ال25 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2034، ليكون على بعد 356448 كيلومتراً. وتابع: «إن القمر يقترب من الأرض ويبتعد أحياناً، لأن مداره غير كامل الاستدارة، وعليه فإن بعد القمر عن الأرض يتغير كل يوم، وكل شهر، وكل عام، علماً بأن متوسط بعده يبلغ نحو 382900 كيلومتر». وأشار إلى أن ظاهرة المد البحري ستتأثر قليلاً بقرب القمر من الأرض، ليكون المد أقوى من المعتاد، وهو ما يسمى بالمد الربيعي، مؤكداً أن ذلك لا يمت بصلة إلى أية كارثة طبيعية مما يقع جراء القرب، ولا أي تغير سيكولوجي أو حتى فسيولوجي لدى الإنسان.