مع بدء إجازة نصف الفصل الدراسي شهدت المنافذ السعودية ازدحاماً «ملحوظاً»، وبخاصة مع تحسن الأجواء في كثير من العواصم الخليجية والفعاليات التي تشهدها، بيد أن العلامة الفارقة في الازدحام تمثلت بالإجراءات الاستثنائية التي قامت بها المديرية العامة للجوازات للحد من الازدحام. وشهد جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين، الذي يعتبر المنفذ الأكثر ازدحاماً خلال الإجازات والعطل الرسمية، ازدحاماً «كثيفاً»، إلا أنه قوبل بإجراءات استثنائية من المديرية العامة للجوازات، التي ضاعفت أعداد العاملين لإنهاء إجراءات المسافرين وفتح جميع المسارات الخاصة بمنطقة الإجراءات، إضافة إلى توفير احتياطات تقنية وضعتها، تفادياً لأي انقطاع تقني قد يتسبب في تعطيل إنهاء إجراءات المسافرين. وعلى رغم مواجهة المسافرين، عبر منافذ المنطقة الشرقية الحدودية الخمسة، صعوبات في حركة الدخول والخروج، وبخاصة مع بداية الإجازة، فإن جسر الملك فهد احتل المرتبة الأولى في أعداد المسافرين، على رغم أن المشهد بدا مغايراً في منفذ النويصيب، الذي شهد خلال اليومين الماضيين زحاماً كثيفاً، إذ شوهدت طوابير المركبات التي امتدت مسافة طويلة في مشهد غير مألوف في المنفذ، وبدأت الأمور تعود إلى طبيعتها مع انخفاض أعداد المسافرين. فيما شهد منفذ سلوى والبطحاء ازدحاماً نسبياً، ولم يتم رصد كثافة عالية في المسافرين. وأوضح مصدر ل«الحياة» أن كثافة عابري جسر الملك فهد تفوق الطاقة الاستيعابية للمنفذ الحالي، إضافة إلى المنافذ الأخرى، مؤكداً أنه تم زيادة المسارات المخصصة للجوازات في «جسر الملك فهد»، بالتنسيق مع المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، لإضافة «نقاط» إلى قسم الخروج وتعزيز الكوادر لمواجهة تكدس مركبات المسافرين. وبيّن أن زيادة كثافة المسافرين على الطاقة الاستيعابية لتلك المنافذ استلزم استنفارها الجهود للمواسم والإجازات، للحد من تكدس المركبات العابرة من المنافذ، وزيادة المسارات المخصصة للجوازات، من خلال فتح مسارات عكسية و«نقاط» جديدة، مشيراً إلى أن إجراءات السفر تستغرق دقائق معدودة، بفضل التقنيات الحديثة. وأشار إلى إن إجراءات الجوازات في المنافذ ليست تسجيل دخول وخروج فقط، وإنما التأكد من سلامة وثائق القادمين والمغادرين، والتصدي لحالات انتحال الشخصية أو التزوير، أو سفر أو دخول الممنوعين. وأوضح أن المديرية العامة للجوازات سخرت إمكانات فروعها كافة من «إدارات وشعب ومنافذ» لتقديم أرقى الخدمات للمستفيدين، وتشكيل فرق دعم ومساندة للمناوبات، لضمان فتح المسارات والكونترات كافة وسرعة إنهاء إجراءات المسافرين والقادمين. وأكد ل«الحياة» عاملون في منفذ الخفجي الحدودي أن عدد المركبات التي عبرت المنفذ خلال الإجازة الحالية محدود، وأن المنفذ عمل بطاقة عالية لتسهيل وتسريع عبور المسافرين، وتقصير المدة الزمنية التي يقضونها في المنفذ، في حين استغرق مرور المركبات زهاء الساعة، بيد أن المشكلة تكمن في أعداد المسافرين الكبيرة، التي تأتي في وقت واحد، معتبرين أن منفذ الخفجي هو الأقل زحاماً في أعداد المسافرين خلال الإجازة الحالية. وعلى الطرف الآخر، بدا المشهد مغايراً في منفذ البطحاء وسلوى، اللذين عرفت عنهما كثافة المسافرين في مثل هذه المواسم، إلا أن الحركة بدت طبيعية ولم تسجل أية حالات ازدحام أو تكدس للمسافرين منذ بدء الإجازة، ويعود إلى الإجراءات والخطط التي وضعتها الجوازات في المنافذ الحدودية، التي تشهد عادة كثافة عالية في المسافرين.