أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية الدكتور أحمد محمد علي، التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد البلغاري للمكفوفين الذي يملك «قرية متكاملة» تضم مجموعة من المصانع يديرها مكفوفون، لنقل التجربة إلى السعودية. وأكد الدكتور علي ترحيب رئيس الاتحاد البلغاري للمكفوفين فازيل دولابشيف (وهو كفيف يدير أحد هذه المصانع) بالمشاركة في نقل التجربة إلى مكفوفي السعودية، موضحاً أن مجلس إدارة إبصار كلف في سياق قراراته الأخيرة مجموعة أسياف القابضة التي طرحت فكرة المشروع بإجراء الدراسة الأولية والتواصل مع الجهات المعنية في بلغاريا صاحبة تجربة إشراك قطاع خدمة الإعاقة البصرية في التنمية الاقتصادية والصناعية. وفي هذا الخصوص، قال: «تجري الآن الترتيبات لتكوين فريق من إبصار ومجموعة أسياف لزيارة مصانع المكفوفين في بلغاريا للاطلاع عليها وعقد اجتماعات مع مسؤوليها للتباحث حول نقل تجربة مصانع تشغل من أشخاص ذوي إعاقة بصرية في السعودية، بهدف تحويل منسوبي هذه الفئة إلى معاول إنتاج صناعي يعود بمردود تنموي واقتصادي على المجتمع». وأمَل على أن تكون فكرة مشروع المصانع نواة لمشروع نوعي في المنطقة العربية والعالم بحيث يتوسع ليصبح قرى صناعية منتشرة في عدد من مدن المملكة والعالم العربي تلبي كل الحاجات التنموية والاجتماعية والصناعية لخدمة الإعاقة البصرية والمعاقين وذويهم والمختصين من خلال قرية تضم في مكوناتها مركز إعادة تأهيل لضعف البصر والسمع، وعيادات عيون، ومجموعة مصانع تنتج المستلزمات المتعلقة بالإعاقة البصرية وخدماتها كافة، إضافة إلى متاجر لبيع منتجات الأدوات والمعدات المساندة لذوي الحاجات والمختصين، ومعارض بيع نظارات، ووحدات سكنية للعاملين، ومركز صحي، ومراكز تدريب للكوادر في تخصصات القرية المتنوعة، وسوبر ماركت ومطاعم، ومرافق رياضية (تمارس فيها كل الألعاب التنافسية لذوي الإعاقة البصرية). من جهته، توقع الأمين العام لجمعية إبصار محمد توفيق بلو، أن تكون الجدوى العائدة لهذا المشروع ضخمة جداً، تتمثل في إيجاد آلاف الوظائف لكوادر المعاقين بصرياً في مجالات عدة، مضيفاً: «كما أنه علاج اقتصادي لمشكلة الإعاقة البصرية المتعاظمة في بلادنا، فهي نموذج رائد على مستوى العالم في فكر جديد لمعالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية الناجمة عن العوق البصري». ولفت إلى أن المشروع سيتيح ضمن خطة تشغيله أسهماً لكل صاحب إعاقة بصرية بحكم إعاقته لتؤمِن له أرباحاً سنوية تساعده على تحسين دخله السنوي، موضحاً في الوقت ذاته أن عدد المعاقين في العالم العربي بلغ خمسة ملايين نسمة بحسب الإحصاءات العالمية، أكثر من 70 في المئة منهم قد يواجهون مشكلات اقتصادية واجتماعية نتيجة قلة الدخل أو انعدامه لا سيما في ظل ارتفاع نسبة البطالة في العالم العربي بصفة عامة. وتابع: «إن حلم إنشاء القرية ليس خيالاً أو أمراً باهظ الكلفة، إذ بالإمكان تمويله بسهولة من خلال جزء مما يخصصه القطاع الخاص للمسؤوليات الاجتماعية يستثمر بطريقة إستراتيجية تجعل منه مورد تنمية إضافيا يمول نفسه ذاتياً ويؤمن حاجات المجتمع التنموية والاقتصادية، خصوصاً أن هناك عدداً من الدول لديها مصانع تشغل بالكامل من الأشخاص ذوي الإعاقة مثل هولندا وكندا وأميركا وبلغاريا وغيرها. بدوره أكد المستشار الاقتصادي لمجموعة أسياف الدكتور داوود القطب أن نجاح بلغاريا منذ أعوام عدة في هذه التجربة كان حافزاً لدرس المشروع و إمكان تطبيقه واقعياً، إذ نجحت بلغاريا في دمج الكثير من المكفوفين لديها ونشاطاتهم ضمن القطاع الصناعي فيها، إذ يمتلك اتحاد المكفوفين هناك 10 مصانع مدعومة من الدولة. وزاد: «عندما انضمت بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي في العام 1990وتغير نظامها إلى نظام السوق الحرة المفتوحة اضطرت إلى الاعتماد على ذاتها في التشغيل، فتم تقليص عدد المصانع من 10 إلى خمسة يعمل فيها 200 كفيف تنتج مجموعة من اللوازم والأدوات الكهربائية وأغطية معلبات وقوارير المشروبات والأدوات والملفات المكتبية، إضافة إلى عدد من المنتجات الخفيفة الأخرى. واعتبر القطب هذه المنتجات منافسة في السوق التجاري، أمنت بدورها حياة اجتماعية مريحة للمكفوفين جعلتهم معتمدين على أنفسهم بالكامل، كما أمنت للاتحاد البلغاري للمكفوفين موارد دخل مالية. أما رئيس العلاقات الدولية في الاتحاد البلغاري للمكفوفين كيفورك كابزاماليان، فأكد ترحيب الاتحاد باستضافة فريق سعودي من جمعية إبصار للاطلاع على المصانع وآلية تشغيلها ومن ثم زيارة خبراء من بلغاريا إلى السعودية وتقديم الاستشارات والخطط التنفيذية لإبصار حتى تتمكن من تنفيذ مثل هذا المشروع.