إسلام آباد - رويترز، أ ف ب، يو بي أي - ألغى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني زيارات كانت مقررة لأوروبا، في خطوة قد تزيد من تكهنات وسائل الإعلام في شأن تزايد الضغوط لإجراء تغييرات في حكومته. وأثارت المعالجة السيئة من قبل حكومة جيلاني للفيضانات الأخيرة أسئلة في شأن الاستقرار السياسي في دولة نووية تخوض حرباً ضد مسلحين من حركة «طالبان – باكستان» في الداخل، وتعتبرها الولاياتالمتحدة حليفاً أساسياً في جهودها لتحقيق الاستقرار في أفغانستان. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية: «قرر رئيس الوزراء ألا يمضي قدماً في زياراته المقررة لباريس وبروكسيل، في ضوء مشاغله المسبقة بالوضع بعد الفيضانات». وزاد: «سيحدد موعد جديد للزيارة الرسمية إلى فرنسا». وأشار البيان إلى إن وزير الخارجية شاه محمود قرشي سيرأس وفد باكستان في القمة الآسيوية - الأوروبية التي تعقد في بروكسيل الشهر المقبل. وقال شابير أنور الناطق الصحافي باسم جيلاني إنه كان من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء قبل نهاية أيلول (سبتمبر) إلى باريس على رأس وفد يضم 40 مسؤولاً للاجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ثم يتوجه إلى بروكسيل في أول تشرين الأول (أكتوبر). لكنه قرر أن يبقى في باكستان وأن يقلص حجم الوفد لتقليص النفقات بعد الفيضانات، نافياً أن تكون للأوضاع السياسية علاقة في ذلك. وقال زعماء باكستانيون إن الحكومة بذلت قصارى جهدها لمساعدة ضحايا الفيضان في ضوء مواردها المحدودة، وطالبوا بمساعدات دولية للإعمار. وأخذ الجيش زمام المبادرة في جهود الإغاثة ما يعزز النظرة إليه باعتباره المؤسسة الأكثر حسماً وكفاءة في أوقات الأزمات. وأثارت هذه التفاعلات تساؤلات في وسائل إعلام باكستانية وأماكن أخرى حول مصير الحكومة المدنية. إلى ذلك، أعلنت مصادر رسمية باكستانية مقتل أربعة متمردين في المناطق القبلية في شمال غربي البلاد قرب الحدود الأفغانية، بصاروخ أطلقته أمس طائرة أميركية من دون طيار. ووقع الهجوم قرب بلدة داتا خيل القريبة من ميران شاه كبرى مدن وزيرستان (شمال). وكشف مسؤول أمني كبير في بيشاور أن «الطائرة أطلقت ثلاثة صواريخ مستهدفة سيارة تنقل متمردين قتل ثلاثة منهم». وأكد مسؤول في أجهزة الاستخبارات في ميران شاه الهجوم والحصيلة. وفي منطقة باهاولابور بإقليم البنجاب (شمال شرق)، قتل شخص وجرح 9 آخرون في هجوم مسلح نفذه مجهولون أمس على مسجد. وأفادت صحيفة «داون» الباكستانية أن 3 مسلحين مجهولين أطلقوا النار في مسجد «القمر» عند تأدية صلاة الصباح. ونقل الجرحى إلى المستشفى، فيما أقفل السكان الطرق المؤدية للمنطقة احتجاجاً على الهجوم. أدلة غير كافية على صعيد آخر، برأت محكمة باكستانية أمس ثلاثة أشخاص اتهموا بالضلوع في هجوم انتحارى بسيارة ملغومة على السفارة الدنماركية في إسلام آباد، «لعدم كفاية» الأدلة بحسب المدعي العام محمد طيب. وقال طيب: «قدمنا للمحكمة 32 شاهداً، اثنان منهما شاهدا الأشخاص الثلاثة في مكان الحادث يعطيان إشارة للمهاجمين للمضي قدماً، وتعرفا عليهما لاحقاً في مركز للشرطة. لكن القاضي يعتبر أن الأدلة غير كافية». وأعتقل الثلاثة بعد أشهر من الهجوم الذي أسفر عن مقتل ستة اشخاص. وقال أحد زعماء تنظيم «القاعدة» أن أحد المهاجمين جاء من السعودية. وذكر طيب انه سيستأنف حكم البراءة أمام المحكمة العليا. وأضاف: «نعتقد أن قضيتنا قوية جداً والمحكمة العليا ستحلل أدلتنا مجدداً وتحكم لمصلحتنا».