أقرّ الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن «لا ضمانات» في شأن فاعلية العقوبات الدولية الاقتصادية المفروضة على إيران التي «يقاوم نظامها بقوة فكرة احترام الأسس الدولية والمشاركة في مفاوضات جديدة حول برنامجه النووي»، في وقت أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة استعداد بلاده للتفاوض مع القوى الكبرى «في إطار العدل والاحترام». وقال أوباما للقسم الفارسي في تلفزيون «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «لا ضمانات لكن الإجراءات تزيد من كلفة التحدي بالنسبة الى طهران، خصوصاً أن معظم العقوبات تستهدف النظام وجيشه. لذا نأمل بحصول تراجع كبير داخل الحكومة الإيرانية مع الوقت، وصولاً الى اقتناعها بأن هذه الطريقة ليست الأفضل من أجل شعبها وبلدها». جاء ذلك بعد تصريح الرئيس الإيراني في مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن «الباب مفتوح أمام المحادثات والمفاوضات في إطار العدل والاحترام»، داعياً وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الى الاتصال بإيران لتحديد موعد للمحادثات. وقال: «بحسب الخطة الموقتة، سيلتقي ممثل إيران في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل عضواً في مجموعة الدول الست الكبرى (ألمانيا والصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) لحسم إطار المفاوضات»، علماً أن الدول الست أبدت الأربعاء الماضي رغبتها في التوصل «بسرعة الى حل تفاوضي كامل وطويل الأمد» مع طهران، فيما صرح المبعوث الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غلين ديفيس أول من أمس بأن محادثات إيران والقوى العالمية يجب أن تكون واسعة ولا تركز فقط على خطة محتملة لتبادل يورانيوم إيراني منخفض التخصيب بوقود مفاعل بحثي طبي. ويقول مسؤولون غربيون إن فكرة مبادلة الوقود فقدت الكثير من قيمتها حالياً، لأن مخزون اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب تضاعف في الفترة الأخيرة، وبدأت طهران تخصيبه على مستوى أعلى. ولم يمنع احتمال استئناف الحوار النووي نجاد من استخدام منبر الأممالمتحدة لإثارة استياء الغرب عبر إطلاق فكرة وجود «مؤامرة أميركية» مسؤولة عن اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، ودعوة الأممالمتحدة مجدداً الى التحقيق في «الأسباب الحقيقية» للهجمات التي أودت بحياة حوالى 3 آلاف شخص، ما أدى الى انسحاب وفود الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي من القاعة، ووصف أوباما لاحقاً التصريحات بأنها «مقيتة ومسيئة ولا يمكن تبريرها». والتقى نجاد في نيويورك الأميركية ساره شورد التي أفرجت عنها السلطات الإيرانية أخيراً بعد اعتقالها أكثر من سنة، لتطلب منه الإفراج عن خطيبها شان بوير وأميركي آخر يدعى جوش فتال ما زالا معتقلين في إيران بتهمة «التجسس ودخول البلاد بطريقة غير شرعية». وشكرت شورد (32 سنة) نجاد لمنحها فرصة لقائه مع والدتها نورا، ووصفت مبادرته بأنها «كريمة وأدت الى لقاء جيد».