حمى تركي العواد عرين الهلال لسنوات وما زال في ذاكرة الهلاليين... شغفه بإكمال دراسته حرمه من الاستمرار في الذود عن مرمى الهلالي كلاعب ولكنه ما يزال يذود عنه كمشجع وناقد... سرقته أجواء الإعلام السياسي ومع أول حدث رياضي ينسى السياسة ويتذكر الشأن الرياضي. يؤمن أن للرياضة سطوة على السياسة والسياسيين... ومتفائل أن الميدالية الأولمبية القادمة لنا ستأتي من يد امرأة بطل... لازال يتذكر مباراة الهلال والنصر الشهيرة 4 -4، ويصر على أن اللاعب أهم من الأكاديمي لأن أثره يعم ولا يخص لذا هو يستحق المال والمكافآت أكثر... فإلى تفاصيل الحوار: كم نصيب الرياضة في حياتك؟ - الرياضة جزء لا يتجزأ من حياتي، فأنا متابع نهم للرياضة كما أني أمارسها بشكل مستمر. لماذا اخترت مركز حراسة المرمى في اللعب؟ - اخترت المركز الذي يتناسب مع إمكاناتي بعد أن فشلت في المراكز الأخرى. السياسة إذا دخلت في الرياضة هل تفسدها؟ - السياسة تفسد كل شيء تدخل فيه، لأن السياسي يريد الوصول لأهدافه بغض النظر عن الوسائل سطوة الرياضة على المجتمعات، هل تفوقت على تحكم السياسيين بأدوات الحياة؟ - الرياضة أصبحت تهم الناس أكثر من السياسة، فليس أمام السياسيين إلا أن يخطبوا ودها لعلها تساعدهم على كسب اهتمام وتعاطف الناس. سلطة «الفيفا» على تدخلات الحكومات في الرياضة، من أين تستمد قوتها؟ - تستمدها من شعبية كرة القدم التي لا تفوقها شعبية أخرى في العالم، فلا يوجد سياسي واحد يستطيع تحمل أصوات المشجعين الغاضبين خصوصاً إذا كانوا يحملون «الفوفوزيلا». هل استطاع الإعلام السياسي زحزحة الرياضة عن مكانتها؟ - اعتقد أن العكس صحيح، فالإعلام السياسي أصبح المشاهد الأول للأحداث الرياضية. بين الإعلام الرياضي والإعلام السياسي من يجيد اللعبة أكثر؟ - الإعلام السياسي دائماً ما يكسب اللعبة على الورق، ولكن داخل الملعب لا أحد يجيد اللعب مثل الإعلام الرياضي. ما تتعب عليه الدولة في سنة إعلامياً ومن خلال الزيارات قد تغني عن ذلك كله ميدالية أولمبية، كيف تقرأ هذه المعادلة؟ - الرياضة أصبحت إحدى وسائل الديبلوماسية، لأن لديها قدرة سحرية على انتزاع إعجاب الآخرين من دون كلام، فالرياضة لغة عالمية يجيدها الجميع ويستمتع بها الجميع. مؤتمر سياسي أو بطولة رياضية، من تكون مكاسبها أكثر؟ - لكل جانب مكاسبه الخاصة، ولكن يمكن أن يتحقق بالرياضة ما لا يتحقق في غيرها. في الرياضة عندنا هناك خبراء أجانب خدموها، هل إعلامنا في حاجة لخبراء أجانب؟ - بكل تأكيد، نحن في حاجة للتعلم ممن سبقونا في المجال الإعلامي. أيام لعبك في الهلال لم تكن المادة طاغية، الآن سطوة المادة هل أفسدت براءة اللعب؟ - على العكس فالمردود المادي جعل ولاء اللاعب يزداد لنفسه ولمصدر رزقه، وهو ما يجعل اللاعب حريص على الإبداع والعطاء، لأن انعكاسه سيكون مباشراً على دخله. الجمهور الرياضي بما يتفوق على الجمهور السياسي؟ - يتفوق بالجمهور، فالسياسة ليس لديها جمهور. مباراة الهلال الشهيرة مع النصر (4 – 4 )، هل تعدها هزيمة سياسية؟ - أعدها تعادلاً غير سياسي. الهجوم على الحكام بعد المباراة أتراه من السياسة في شيء؟ - الهجوم على الحكام لعبة سياسية تفترض أن الجمهور مغفل. هل حرب التصريحات تُثقل كاهل اللاعبين؟ - ميزة الرياضة أنها لا تعترف بالكلام. مقعد الاحتياط هل يثير أزمات سياسية؟ - هو أزمة سياسية بذاته، فهو أشبه بوزير بلا وزارة أو سفير بلا سفارة. من يجبر اللاعب على الهجرة أو النفي عن المشهد الرياضي؟ - أشياء كثيرة أهمها عدم الراحة والقلق من المستقبل. مصير اللاعب هل هو بين يديه أم أسير رضا مدرب وإداري؟ - مصيره بين يديه، فاللاعب الموهوب قادر على فرض نفسه على الجميع. هل ندمت على اعتزالك للرياضة واتجاهك للأكاديمية؟ - لا لم اندم، فحلم إكمالي للدراسة بقي يطاردني ولم استطع التخلص منه إلا بتحقيقه. على رغم أنك أستاذ إعلام سياسي، إلا أن الناس تذكرك كحارس مرمى أكثر، هل يزعجك ذلك؟ - يسعدني أن يتذكرني الناس كحارس مرمى، فانا فخور بما حققته من انجازات، فالرياضة في حياتي هي المحطة الأجمل. ما المباراة التي تجبرك على ترتيب وقتك لمشاهدتها؟ - مباراة الهلال والنصر والهلال والاتحاد، ومباريات المنتخب كافة. هل تخرج عن النص أثناء مشاهدتك لمباراة ما، أم انك ثقيل في كل شيء؟ - الرياضة لا تؤمن بالنصوص المكتوبة، وكذلك أنا عندما أشاهدها. بعد الهلال عشت في انكلترا لسنوات عدة، هل أحببت الرياضة الانكليزية؟ - كنت عاشقاً للرياضة الانكليزية قبل أن اذهب لانكلترا، وازداد عشقي لها أكثر، أي الأندية هناك ما زال يسكنك؟ - أنا من عشاق الارسنال وأميل لتشلسي، إذا كان الارسنال ليس طرفاً في البطولة. بين رواتب اللاعبين ورواتب الأكاديميين، بماذا تعلق؟ - اللاعبون يستحقون كل ريال يحصلون عليه، ويكفي أنهم يقدمون عملاً إبداعياً يسعد الملايين، فلا يمكن أن نقارنهم بالأكاديميين الذين لا يؤثرون إلا في طلابهم فقط. يركض لاعب فيحرز هدفاً فتفرح الجماهير، الأكاديمي كيف يفرح الجماهير؟ - الأكاديمي المبدع يمكن أن يسعد الناس بكتاب أو مقال أو محاضرة، لا أن يقلب عليهم المواجع ويثور عليهم ويتهمهم بالتخلف والجهل. ما موقفك من الرياضة النسائية؟ - مؤيد لكل أنواع الرياضة. هل نستحق أن نخسر المشاركة الأولمبية بسبب عدم مشاركة المرأة فيها؟ - لا اعتقد أننا سنخسر ولدينا الفارسة الشابة دلما محسن، وقد تتحقق ميداليتنا الاولمبية المقبلة على يد بطلة وليس بطل سعودي. لو عرض عليك منصب رياضي، ماذا تتمنى أن يكون؟ - سأكتفي بمنصب مشجع، فهو المنصب الوحيد الذي اضمن الاستمرار فيه مدى الحياة. ظاهرة انضمام أساتذة الجامعات للأندية والاتحادات الرياضية، هل تراها مفيدة؟ - ظاهرة جيدة، ولكنني أتمنى ألا يقحموا أنفسهم في الأمور الفنية. هل ترى في سامي الجابر مواهب سياسية معينة؟ - سامي يملك ديبلوماسية ولباقة كبيرة لذلك أرشحه لدور سفير. من اللاعبين الذي ترشحه للعمل السياسي؟ - ياسر القحطاني، فهو قيادي ومقاتل من الدرجة الأولى. بين التحليل الرياضي والتحليل السياسي، من يرفع الضغط أكثر؟ - اعتقد أن ارتفاع الضغط هو ما يحتاج لتحليل. ما الفرق بين توجهات قناة «الجزيرة» السياسية والرياضية؟ - «الجزيرة الرياضية» أكثر احترافية وصدقية من السياسية، فالسياسية أعيتها الأجندة السياسية. البرامج الرياضية في القنوات الفضائية، لماذا تحب إثارة الفتن؟ - الرياضة بلا إثارة لا طعم لها، ولكن البعض يبالغ في اختلاق الإثارة فتصبح ماسخة.