في مباراة يغلب عليها «الكباش» بين إنكلترا والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن وضع شارات «زهرة الخشخاش الحمراء» على قمصان اللاعبين رمزاً لتذكر قتلى الجنود البريطانيين في الحروب، تستقبل إنكلترا جارتها اللدودة أسكتلندا على ملعب ويمبلي في لندن ضمن المجموعة السادسة. وقرر اتحادا البلدين مواجهة الاتحاد الدولي الرافض عرض شعارات سياسية أو دينية أو تجارية على قمصان اللاعبين، على رغم تلويحه بفرض عقوبات على الطرفين، وقال مدرب إنكلترا الموقت غاريث ساوثغيت بعد إقالة سام آلادرايس، إنه «كمدرب، كنت حريصاً على ارتداء زهرة الخشخاش، ومن المهم أن نمثل الوطن مع هذه الزهرة»، غير أن تهديد «فيفا» دفع أرلندا الشمالية مثلاً إلى وضع شارات سوداء من دون زهور حمراء على أكمام القمصان، إذ تتجه الأنظار مجدداً إلى ساوثغيت بعد ترقيته من منصب مدرب منتخب تحت 21 سنة إلى المنتخب الاول، بعد إقالة آلاردايس إثر فخ صحافي بعد مباراة واحدة على تسلمه منصبه. وتتصدر إنكلترا مجموعتها بسبع نقاط بعد فوزين على سلوفاكيا (1-0) ومالطا (2-0) وتعادل سلبي على أرض سلوفينيا، بينما تحتل أسكتلندا المركز الرابع بأربع نقاط، إذ تعد مواجهة إنكلترا وأسكتلندا التي انتهت بالتعادل السلبي عام 1872 أول مباراة رسمية بين منتخبين في تاريخ كرة القدم، وهما سيلتقيان للمرة ال113. صور كثيرة ما تزال عالقة من مواجهة المنتخبين، بينها اجتياح هجوم أسكتلندا ملعب ويمبلي بعد فوز في كأس بريطانية عام 1977 وكرة بول غاسكوين الطائرة في كأس أوروبا 1996، إذ ستكون المباراة الرسمية الأولى بينهما منذ تصفيات أوروبا 2000 عندما فازت إنكلترا (2-1) بمجموع مباراتي الملحق. ودرب ساوثغيت لاعبيه على مشاهدة لقطات من المباريات السابقة بين الطرفين، إذ قال المهاجم هاري كاين الذي قد يبدأ المباراة بعد غياب سبعة أسابيع لإصابة في أربطة كاحله: «بالطبع ستكون هناك أقدام طائرة ومعارك وثنائيات كثيرة، لكن هذا ما يحصل في هذه المواجهة». وفازت إنكلترا آخر مرتين على اسكتلندا ودياً، فيما فازت الأخيرة في ويمبلي (3-2) في آب (أغسطس) عام 2013، وكذلك (3-1) على ملعب سلتيك بارك في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2014. من جانبه، أشار جناح أسكتلندا روبرت سنودغراس المحترف مع هال سيتي الإنكليزي، أن الجماهير الإنكليزية فقدت اهتمامها بالمنتخب نظراً لتراجعه أخيراً، «أتحدث مع الإنكليز في الشارع، ولا أعتقد أنهم يريدون أن يلعبوا جيداً، لأن القصة القديمة تتكرر دوماً». وعلى غرار كاين، يأمل المهاجم واين روني العودة بعد استبعاده عن مباراة سلوفينيا، وهو قد يشارك بدلاً من المصاب ديلي آلي زميل كاين في توتنهام. وضمن المجموعة الأولى، تبحث فرنسا (المتصدرة) بسبع نقاط عن فوزها الثالث على التوالي عندما تستقبل السويد التي تشاركها الصدارة بالنقاط ذاتها والأهداف، فعلى ملعب «إستاد دو فرانس» في ضاحية سان دوني الباريسية، ستفتقد السويد ظهيريها ميكايل لوستيغ (سلتيك الأسكتلندي) ومارتين أولسون (نوريتش الإنكليزي)، وسيفتقد المدرب ياني اندرسون أيضاً المهاجم ماركوس بيرغ الذي سجل هدف التعادل ضد هولندا (1-1) في أيلول (سبتمبر) الماضي. في المقابل، استدعى المدرب الفرنسي ديدييه ديشان الظهير باتريس إيفرا (يوفنتوس الإيطالي) بعد إصابة ليفين كورزاوا (باريس سان جرمان)، وكان إيفرا (35 عاماً) قائدا للمنتخب الفرنسي في «مونديال 2010»، غير أن تقدمه في السن منح بقية الأظهرة أفضلية عليه، كذلك استدعى ديشان الذي قاد فرنسا إلى وصافة كأس أوروبا 2016 على أرضها الصيف الماضي، الحارس بنوا كوستيل بدلاً من الفونس أريولا (باريس سان جرمان) المصاب، إذ يعتمد المدرب ديشان على لاعبي الوسط بول بوغبا ونغولو كانتي وبليز ماتويدي، وعلى المهاجمين إنطوان غريزمان وأوليفييه جيرو، فيما لا يزال المهاجم كريم بنزيمة مستبعداً، وضم لاعب وسط سان جرمان إدريان رابيو ومهاجم بوروسيا دورتموند الشاب عثمان ديمبيليه. وفي المجموعة الخامسة، تحل مونتينيغرو المتصدرة (7) ضيفة أرمينيا الأخيرة من دون نقاط، وبولندا وصيفتها بفارق الأهداف تلاقي رومانيا الثالثة (5)، فيما تستقبل الدنمارك الرابعة (3) كازخستان قبل الأخيرة (2). ألمانيا وسان مارينو.. في المواجهة المريحة في مباراة بين متناقضين، يحل منتخب ألمانيا (بطل العالم) على منتخب سان مارينو (المصنف 201 عالمياً) اليوم (الجمعة) في الجولة الرابعة من تصفيات أوروبا لكرة القدم المؤهلة إلى نهائيات «مونديال 2018». وقبل أن تخوض ألمانيا مباراتها الأخيرة هذه السنة أمام إيطاليا ودياً (الثلثاء) المقبل في ميلانو، يبدو فوزها الرابع في متناولها، إذ تتصدر مجموعتها الثالثة بثلاثة انتصارات على النروج وتشيخيا (3-0) وآرلندا الشمالية (2-0). وسان مارينو الدولة الصغيرة الواقعة على الخاصرة الإيطالية تبلغ مساحتها 61 كيلومتراً مربعاً وعدد سكانها 33400، إذ مني منتخبها بثلاث خسارات ليقبع في قاع المجموعة، ومنيت شباكه بتسعة أهداف، فيما سجل هدف يتيم خلال الخسارة أمام النروج (1-4) من طريق ماتيا ستيفانيلي ليوصف بعدها ب«الأسطورة». وقال ستيفانيلي (23 عاماً) الذي سجل أول هدف لبلاده في التصفيات منذ 2001: «كان شعوراً رائعاً أن أسجل لبلادي، وحلمت بذلك منذ كنت صغيراً»، حيث ستقام المباراة في ملعب سيرافالي الأولمبي الذي يتسع ل7 آلاف متفرج، حيث فازت ألمانيا على سان مارينو (13-0) في 2006، وهو رقم قياسي لناسيونال مانشافت خارج أرضها. وأضاف ستيفانيلي: «سنقاتل حتى الدقيقة الأخيرة، أملاً بالحصول على أية فرصة، فمواجهة أبطال العالم فرصة نادرة ورائعة». وعلى رغم معاناة ألمانيا من إصابات مختلفة للاعبيها، إلا أن عبورها سان مارينو يبدو في غاية السهولة، وأعلن الاتحاد الألماني (الأربعاء) أن حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير لن يشارك في المباراة، والحارسين الآخيرين في تشكيلة يواكيم لوف هما مارك - اندري تير- شتيغن (برشلونة الإسباني) وبيرند لينو (باير ليفركوزن)، بينما أنضم نوير إلى لاعب وسط ريال مدريد الإسباني طوني كروس في الغياب عن المباراة أيضاً بسبب كسر في قدمه، وتشمل قائمة الغائبين أيضاً جيروم بواتنغ (بايرن ميونيخ) ويوليان دراكسلر (فولفسبورغ) بسبب إصابتين في الركبة والفخذ، وأيضاً لاعب وسط أرسنال الإنكليزي مسعود أوزيل بعد أن فضل المدرب يواكيم لوف منحه قسطاً من الراحة، فيما استدعى لوف الثلاثي سيرج غنابري (فيردر بريمن) ويانيك غيرهاردت (فولفسبورغ) وبنيامين هنريش (باير ليفركوزن) للمرة الأولى، وسيكون ميروسلاف كلوزه (أفضل هداف في تاريخ كأس العالم) على مقعد البدلاء للمرة الأولى، إذ يبدأ مسيرته التدريبية بعد اعتزاله اللعبة الأسبوع الماضي. وفي المجموعة عينها يحل منتخب أذربيجان صاحب المركز الثاني (7 نقاط) على منتخب آرلندا الشمالية صاحب المركز الثالث (4 نقاط)، بينما يستقبل منتخب تشيخيا نظيره المنتخب النروجي.