محاكاة تعليقاً على «مدارات» أدونيس «يُشاع أنه داء غامض» («الحياة» 23/9/2010) تصوير يُحاكي الطبيعة التي رسمت ملامح النشأة والتكوين للشاعر الكبير أدونيس الذي يتميز بفرادة في نسج صور الطبيعة والخيال وإقحام عناصر جمالية ووجدانية كالأنوثة والمرأة والعشق والشبق والحياء، عبر تكوين حوار يرسم ملامح التداخل والتباين بين الحاجة إلى الانفلات من قيود الأنا الأعلى وعوامل تأثير المحيط على انفتاح الخيال، ليخلق عالمه الخاص الذي يخلو من القيود والضوابط. كما أنه يصبغ نصه في محاكاة تدني الوعي السياسي العربي ورسمها على شكل لوحة نصية تجعل المتلقي يستشعر المأساة كأنها ماثلة بكل ما تعكسه الصورة من معانٍ حسية ووجدانية. أدونيس شاعر الكلمة وعبقري النص، يمتلك رهفاً حسياً يجعل القارئ يتأثر بنصه لأنه يتماثل بدرجة عميقة مع صدق المشاعر وحيوية تضفي على نصه شاعرية لا تضاهى، وليس كما همس في الأمس الكاتب غسان الإمام في مقاله عن محمد أركون على قاعدة تأكيد الذم بما يشبه المدح لقدح أدونيس. حسن الطائي الخل والعسل في تناول الموضوع الفلسطيني رداً على زاوية جهاد الخازن «عيون وآذان» («الحياة» 22/9/2010) مقال عقلاني محكم السبك يقرأ الوقائع قراءة دقيقة ويحلل الدوافع والأسباب تحليلاً عميقاً ويضع النقاط على الحروف. ولكنه، كما هي الحال دائماً مع طرح القضية الفلسطينية، يفشل في استخلاص النتائج الصحيحة والعبر الصريحة حول الإجراءات التي ينبغي أن تتخذ من أجل تصويب المسار. جملة واحدة في المقال تفسده بأكمله كما تفسد نقطة من الخل قِدراً من العسل: «الرئيس محمود عباس يريدها لأن خيار المقاومة المسلحة غير موجود...». هذه الجملة تنطوي على مغالطة مزدوجة. أولاً خيار المقاومة المسلحة موجود ولكنه في حاجة إلى احتضان ودعم عربيين ولو بعشر عشر عشر معشار ما ينفق على شراء الأسلحة من أميركا. ثانياً خيار المقاومة لا يقتصر على السلاح ولكنه موقف متكامل يشمل الجوانب السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإعلامية والنفسية، وهي تحتاج إرادة صلبة وعزيمة راسخة، وهو ما يفتقده أبو مازن وسلطته والعرب من ورائهم!! «أبو إسماعيل» لم يمت... مات... سيموت تعليقاً على خبر «أرييل شارون الغارق في غيبوبة منذ 2006 سينقل قريباً الى مزرعته» («دارالحياة»، 22/9/2010) آرييل شارون المعلق بين الموت والحياة مثلنا جميعاً، حيث نتساوى أمام الموت، حيث عدالة الوجود تسوي الناس جميعاً بعضهم ببعض، حاكماً أو محكوماً، ظالماً أو مظلوماً، ثرياً أو فقيراً، قائداً عسكرياً أو جندياً عادياً لا فرق أمام الموت، حيث الخضوع محتوماً وحيث إن الموت حق لا مفر منه، إن كان على الجبهات أم فوق سرير، الموت واحد. وإذا كانت الحياة رحلة بين الموت والولادة، يبقى السؤال كيف كانت رحلتنا في هذه الحياة في مذاقها الحلو والمر، الصعب والسهل، الحاقد والمحب، المسالم والمقاتل؟ آرييل شارون كما نعرفه منذ إطلالته على مسرح الأحداث في هذا الشرق ومنذ إعلان نشوء الدولة العبرية فوق أرض فلسطين، رجل حرب من جنوبفلسطين في حدودها مع مصر إلى شرقها أو شمالها. كان رجل حرب وغازياً ليس فقط لفلسطين بل إنه وصل إلى بيروت(...). ترى وهو في نزاعه الأخير بماذا يفكر هل بما أنجزه للشعب اليهودي، هل بما أنجزه لنفسه وعائلته وأبناء جلدته، هل يفكر كيف سيخوض حرباً جديدة أم إنه يفكر بجلسة هادئة في مزرعته بالنقب، أم هو يتساءل: كم كنت جباراً مقاوماً منتصراً وكيف أصبحت هزيلاً، ضعيفاً، مهزوماً أمام جبروت الموت الذي اعتنقته وارتفعت به على جماجم الآخرين وجراحهم وعذاباتهم وآلامهم، ثم أنتهي جمجمة بين هذه الجماجم. شوقي أبو عياش