مما أُثر عن الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز عشقه لشعر المحاورة بل ومشاركته في حفلات سمر شعبية في محافظة الطائف، ومن أشهر ما احتفظ به أرشيف هذا النمط من الفنون الشفهية محاورة بين الملك فيصل وبين الشاعر عبدالله بن لويحان التميمي، ومن أبرز تلك المحاورات المحتضنة صيف الطائف ما بدعه بن لويحان قائلاًً: «الليله الليله الليله نبا الطاروق طرقٍ غريب، مثل الدراهم اللى قاموا صيارفها يعدونها، والله ما ادري يطيب لسيدي والا ما ظني يطيب،إن كان ما ناسبت لك يا سنادي جزت من دونها»، فردّ عليه الملك فيصل: «الليله الليله الليله شواريبٍ تحد الشريب، والأجنبيه اللي ترد ع الماء يحدونها، ياذيب ياذيب ياللي جر صوته في علو الشذيب، ذكرت عيني وهلت واهملت من عقب مظنونها». ومن محاورة ثانية قال الملك فيصل عن الطائف: «خابرك تذكر بساتينٍ ثمرها الورد والهيل، هو حاضرٍ نفعها والا متى حتنه يصيري، بالحيل بالحيل يالويحان أنا مشتاق بالحيل، ليتك تشاور لنا الوقيّف كوده يستخيري»، فرد بن لويحان: «من حال هاك البساتين النظيفة علّها السيل، يقودني صوب حلو أثمارها خيط الحريري، وقيّافها يا وسيع المعرفه ما يفهم القيل، تثور بندق قليل الفود في وسط الجفيري».