من يصدق أن باريس عاصمة الأناقة في العالم ومهد تحرير المرأة، بما أن حق التصويت في الإنتخابات البلدية منح لها في القرن الثاني عشر قبل الدول الأوروبية الأخرى. باريس هذه تمنع المرأة من إرتداء البنطلون في الأماكن العامة إلا في ظروف معينة تخص الحالة الصحية، وتعاقب بالسجن كل من يعصى هذا القانون؟ وفي الواقع يعود هذا الأمر إلى قانون محلي أصدره قائد الشرطة في باريس في العام 1799 ولم يتم إلغاؤه حتى اليوم، وإن كان بطبيعة الحال لا ينفذ إطلاقاً، إذ من الصعب تخيل ما الذي يمكن حدوثه إذا فكرت السلطات المعنية في تطبيق قانون هو في واقع الأمر ساري المفعول رسمياً. ولمنع أي فكرة جنونية في هذا الصدد قد تطرأ على رأس صاحب نفوذ ما، بدأت الأحزاب السياسية اليسارية، خصوصاً الحزب الشيوعي وجماعة الخضر، تطالب الحكومة بفتح هذا الملف والعمل على إلغاء قانون حظر البنطلون ما يسمح للمرأة بإرتداء هذا الزي في الأماكن العامة وأينما شاءت، من دون أن تتعرض لأي مضايقة من شرطي قد يرغب في ممارسة وظيفته بكل حذافيرها ويكون على إلمام تام بكل القوانين، خصوصاً تلك التي تعود إلى ثلاثة قرون خلت.