اقترعت الولاياتالمتحدة من ساحلها الشرقي إلى الغربي أمس، في الانتخابات الرئاسية الأكثر سخونة وضراوة في تاريخها الحديث، سجلت خلالها نسب إقبال عالية ومشاركة بمعدلات قياسية للأقلية اللاتينية- الأميركية وناخبين صوتوا للمرة الأولى. وفي وقت كانت الحرب النفسية سيدة الموقف، برزت مخاوف من أعمال عنف ينظمها أنصار المرشح الجمهوري دونالد ترامب بعد رفضه الإفصاح عما إذا كان سيعترف بالنتائج أياً تكن، فيما أعدت منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون خطابين، أحدهما في حال الفوز والآخر في حال الهزيمة. وبدت أميركا منقسمة يوم التصويت بين معسكرين متناقضين في الشكل الديموغرافي ومضمون الأجندة السياسية داخلياً وخارجياً بعد ثماني سنوات من عهد الرئيس باراك أوباما. اليوم الانتخابي الطويل، بدأ ميدانياً منتصف ليل الإثنين- الثلثاء في بلدة ديكسفيل نوتش الصغيرة في ولاية نيو هامبشير، والتي فازت فيها هيلاري كلينتون بأربعة أصوات مقابل اثنين لترامب. (للمزيد) وما لبثت أن لحقت الولايات الخمسون الأميركية بفتح صناديق اقتراعها في السابعة صباحاً، لتتشكل طوابير بدأت من الساعات الأولى واستمرت حتى إقفال الصناديق فجر اليوم (بتوقيت غرينتش). ولعل المشاهدات الأبرز كانت كثافة الأصوات في كل الولايات الحاسمة التي ستوصل ترامب أو كلينتون للفوز، والعادية المحسومة سلفاً لأي منهما. ويعكس ذلك أهمية الانتخابات والإدلاء بالأصوات، سواء مع ظاهرة ترامب وانقلابه على المؤسسات الحزبية، أو ضد لهجته المحرضة على الأقليات والنساء والمسلمين. وكانت صور النسوة الأميركيات في أعمار تجاوزت التسعين عاماً بارزة في أقلام الاقتراع ولدعم أول امرأة تقترب إلى هذا الحد من البيت الأبيض. أما ترامب، فنجح في جذب شريحة من الطبقة العاملة والريفية والتي لم تصوت منذ أيام رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي. وعكست المؤشرات الأولى ارتياح حملة كلينتون لمسار الأمور في ولاية فلوريدا (29 كلية انتخابية) بسبب الإقبال القياسي للأقلية اللاتينية هناك، والذي في حال حسم الولاية لوزيرة الخارجية السابقة فسيكون فوزها شبه محتم فجر اليوم. أما ترامب، فعولت حملته على إقبال كثيف في أرياف أوهايو وبنسيلفانيا وميتشيغان، وهي الولايات التي يحتاج للفوز بها مجتمعة ليصبح رئيساً. ورأى مراقبون أن حسم كلينتون ولايتين من الثلاث: بنسيلفانيا أو نورث كارولاينا أو فلوريدا، سيعني إعلان شبكات التلفزيون الأميركية اسم الفائز في وقت مبكر فجر اليوم، فيما ستحتم أي أرقام متقاربة ليلاً طويلاً بانتظار نتائج ولايات الغرب. وأتى تردد ترامب بعد تصويته في نيويورك أمس، في الإفصاح عما اذا كان سيعترف بالخسارة في حال حدوثها، ليثير مخاوف من أعمال عنف قد يقوم بها مناصروه في الولايات الحاسمة. واعتقلت أمس متظاهرات كشفن عن صدورهن لمعارضة ترامب في نيويورك، فيما لم يتم تسجيل تجاوزات أمنية في أقلام الاقتراع بحلول مساء أمس (بتوقيت غرينيتش). وصوتت المرشحة الديموقراطية مع زوجها بيل كلينتون في ولاية نيويورك، وكانت حملتها اشترت المفرقعات لخطاب الليل بعد النتائج. وسعى الديموقراطيون أيضاً إلى انتزاع غالبية مجلس الشيوخ في حال فوز كلينتون بالبيت الأبيض. أما ترامب، فراهن على أن توصله «انتفاضته» إلى الرئاسة، أو على الأقل تبقيه ظاهرة وقوة سياسية وإعلامية في الوسط الجمهوري. وقال محللون إن الحزب الديموقراطي يحظى بأفضلية بسيطة لانتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري، مشيرين إلى أن النتيجة النهائية ستحدد مدى الصعوبات التي سيواجهها الرئيس الجديد في تمرير التشريعات. وضعفت آمال الديموقراطيين في تحقيق مكاسب كبيرة في مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية حتى إذا فازت هيلاري كلينتون بالرئاسة. ومع الانتخابات الرئاسية يختار الناخبون ايضاً 34 مقعدا في مجلس الشيوخ المؤلف من مئة عضو كما يختارون كل أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435. وذكر موقع «ريل كلير بوليتكس دوت كوم» لاستطلاعات الرأي إن من المحتمل أن يكسب الديموقراطيون مقعدا من الجمهوريين في مجلس الشيوخ فضلا عن تساوي فرص الفوز في ثمانية مقاعد أخرى يهيمن عليها الحزب الجمهوري. ولم تتضح الاتجاهات بعد في انتخابات مجلس النواب. لكن توقعات لصحيفة «نيويورك تايمز» وموقع «فايف ثيرتي إيت دوت كوم» أظهرت أن فرص الديموقراطيين في السيطرة على مجلس الشيوخ تزيد قليلا على 50 في المئة. النخبة في إيران تفضل «الاستمرارية» والمتشددون مع «مرشح الكرملين» رائد أميركي يقترع في الفضاء