بدأ رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا أمس زيارته الرسمية إلى بكين بلقاء وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ذلك في أول زيارة رسمية يقوم بها التكتل المعارض إلى الدولة الحليفة لنظام الرئيس بشار الأسد. وأفادت وزارة الخارجية الصينية بأن بكين تؤيد التوصل إلى تسوية سياسية للصراع في سورية. ونقلت عن وانغ قوله إن بلاده ما زالت على تواصل وحوار مع جميع الأطراف. وأضاف: «أن الاهتمام الصيني بالقضية السورية يصب في المصلحة الجماعية الطويلة المدى للشعب السوري وسيساعد في ضمان السلم والاستقرار في الشرق الأوسط». ونقل البيان عن الجربا قوله إن «الائتلاف» سعى للتوصل إلى حل سياسي. وأردف: «إذا كانت الحكومة السورية جادة. فالائتلاف الوطني مستعد للانضمام إلى جولة ثالثة من المحادثات في جنيف». وأفاد «الائتلاف» في بيان بأن الجربا «شدّد على أهمية أن تلعب الصين دوراً قوياً في إيقاف جرائم النظام السوري، وأن تمارس مسؤولياتها في الضغط على النظام باتجاه الحل السياسي». ونقل عن الأمين العام ل «الائتلاف» بدر جاموس قوله: «إننا طلبنا من الصين الضغط على النظام من أجل حمص (وسط) والمناطق المحاصرة ومن أجل الحل السياسي، ولعب دور أكبر في القضية السورية حيث الصين دوله عضو في مجلس الأمن وعليها تحمل مسؤولياتها في حماية السلم الأهلي، وعليها أن تغير من صورتها عند الشارع العربي». وتابع البيان: «إن الائتلاف شق طريقاً مهماً بهذه الزيارة لعلاقات إيجابية مع الصين ولمس مقداراً من التغيير في المواقف الصينية يمكن البناء عليه»، مشدداً على أنه «يجب أن يكون للائتلاف علاقات جيدة مع كل الدول نحو نصرة الشعب السوري». ويتضمن برنامج زيارة الجربا الذي يرافقه الأمين العام ل «الائتلاف» بدر جاموس والمستشار السياسي فايز سارة، لقاء نائب وزير الخارجية الصيني زانغ مينغ وحوارات مع باحثين في معاهد دولية وأكاديمية بحثية للاطلاع عن كثب على مفاصل القرار الصيني، بينها «معهد الشعب الصيني للعلاقات الخارجية» و «المعهد الصيني للدراسات الدولية». وتقف الصين إلى جانب روسيا في دعم النظام السوري. واستخدمت، كما موسكو، حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي ثلاث مرات لمنع صدور قرار متشدد تجاه النظام يهدد بفرض عقوبات عليه، أو يحمله مسؤولية ما يجري في سورية. وتأتي زيارة الصين بعد حوالى شهرين من زيارة قام بها الجربا على رأس وفد من «الائتلاف» إلى موسكو. وتمت الزيارة بعد الجولة الأولى من مفاوضات «جنيف - 2» بين وفدين من المعارضة والنظام في سويسرا في رعاية الأممالمتحدة. وكان الجربا التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي في 21 كانون الثاني (يناير) في مدينة مونترو السويسرية. وكانت المكتب الإعلامي في «الائتلاف» أفاد بأن الجربا قال: «إن الائتلاف مستعد لتطوير العلاقات مع الجانب الصيني بغية الوصول إلى تفاهم حول أهداف الثورة، وضرورة إحداث التغيير الديموقراطي الذي يريده السوريون».