حصد العبث في أعواد الكبريت، ضحيته الثانية في محافظة الأحساء، بعد ثلاثة أيام من إصابة أم وطفلتها، ووفاة الطفلة الأخرى، إثر عبث الطفلتين في أعواد كبريت قبل أربعة أيام، إذ شهدت مدينة الهفوف مساء أول من أمس، وقوع حادثة حريق، نتجت منها وفاة طفل وإصابة أفراد أسرته. وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري، أن «غرفة العمليات الرئيسة تلقت بلاغاً، يفيد بوقوع حريق في حي البندرية في مدينة الهفوف. وتبين بعد وصول فرق الإطفاء والإنقاذ إلى موقع الحادثة، أن الحريق شبّ في بيت الدرج العلوي وتبلغ مساحته ستة أمتار، داخل منزل مكون من طابقين. ونتج من الحريق الذي انحصر في مساحة مترين، احتراق أثاث ومتروكات، وحدوث بقع سوداء كربونية على الجدران، نتيجة انتشار الدخان الكثيف». بيد ان الخسائر البشرية كانت أفدح، إذ توفي طفل (أربعة أعوام)، نتيجة إصابته بحروق شديدة واستنشاق دخان كثيف، إضافة إلى إصابة امرأة (40 سنة)، بحروق لهبية بنسبة خمسة في المئة. وتعرض رجل (42 سنة) إلى كسر في يده اليمنى، إثر سقوطه من الدرج، وإصابة فتاة (27 سنة) بحروق بنسبة أربعة في المئة، من الدرجة الأولى، إضافة إلى إصابة شاب (25 سنة) بحروق لهبية شديدة بنسبة 60 في المئة من الدرجات الثلاث». وأكد الدوسري، أن فرق الإطفاء والإنقاذ انطلقت من مركزي الخالدية والسلمانية، إضافة إلى وحدة الكمامات والسلالم، و«نجحت في إخراج المصابين والمتوفى، ونقلهم إلى المستشفى، وإخماد الحريق والسيطرة عليه في غضون ثمانية دقائق». وكشف عن أن «نتائج التحقيقات الأولية في الحادثة؛ أوضحت أن سبب الحريق هو عبث أحد الأطفال في أعواد الثقاب، ما تسبب في اشتعال الحريق»، لافتاً إلى أن هذه الحادثة تعتبر «الثانية خلال ثلاثة أيام». وطالب الأهالي بضرورة «التوعية والحرص على عدم وضع أعواد الثقاب بين متناول الأطفال، أو ترك الأدوات الحادة بين أيديهم»، مناشداً أولياء الأمور بضرورة «الانتباه والحرص على عدم ترك الأطفال من دون رقابة، وبخاصة بعد تكرار هذه النوعية من الحوادث في فترة بسيطة»، مشيراً إلى أهمية «التوعية ومراقبة الأطفال، تفادياً لتكرار وقوع مثل هذه الحوادث». يُشار إلى أن حي الصالحية في الهفوف (محافظة الأحساء)، شهد حادثة مماثلة قبل أربعة أيام، نتجت منها وفاة طفلة، وتعرض شقيقتها ووالدتهما إلى اختناقات شديدة، إثر حريق شبّ في منزلهن المكون من طابقين. وانحصر في غرفة الجلوس في الطابق الأرضي، التي تبلغ مساحتها 15 متراً مربعاًَ، ونتج منه احتجاز طفلتين (سبع وثمان سنوات)، إضافة إلى والدتهن (39 سنة)، إذ تعرضن إلى اختناقات شديدة، نتيجة استنشاقهن دخان الحريق الكثيف، وتوفيت إحدى الطفلتين لاحقاً.