ضاقت الكماشة حول عنق تنظيم «داعش» في الموصل أمس، بعدما تمكّنت القوات العراقية من دخول منطقة حمام العليل الاستراتيجية الواقعة على نهر دجلة جنوب الموصل، فيما قال اللواء نجم الجبوري قائد عمليات الموصل: «إنها آخر مدينة أمامنا قبل الموصل». وحاصر الجيش مسلحي التنظيم في الجانب الشرقي المعروف باسم «الساحل الأيسر»، وتأمل القيادات العسكرية أن تندفع القوات للسيطرة على مطار الموصل وعدد من المعسكرات القديمة للجيش. (للمزيد) في غضون ذلك، وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى ساحة العمليات في الموصل، متوعداً بقطع رأس «داعش» ومطمئناً الأهالي على أمنهم. وأكد مدير ناحية حمام العليل خلف الجبوري في اتصال مع «الحياة» أمس، سيطرة القوات العراقية على الناحية بشكل كامل وخلوها من مسلحي التنظيم الذين تكبدوا خسائر وانسحبوا باتجاه الموصل. وقال اللواء نجم الجبوري قائد عمليات الموصل إن 70 مسلحاً من «داعش» كانوا في حمام العليل، وحاول بعضهم الهروب عبر النهر لكن البعض الآخر قاوم بشراسة، وأحبطت القوات ثلاث محاولات لتنفيذ تفجيرات بسيارات ملغومة، فيما قال بيان للجيش إن قوات الأمن رفعت العلم العراقي على مبنى حكومي في المدينة. وأكد قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، أن القوات الأمنية استعادت ناحية حمام العليل جنوب الموصل بالكامل. ويهدف الجيش وقوات الأمن المصاحبة له إلى دفع الجبهة الجنوبية وصولاً إلى الموصل للانضمام إلى القوات الخاصة التي دخلت المدينة من الشرق الأسبوع الماضي وسيطرت على ستة أحياء وحفرت موطئ قدم لها في تلك الناحية. وقال ضابط كبير في الجيش شرق الموصل في اتصال هاتفي مع «الحياة»، إن اشتباكات عنيفة تجري لليوم الثاني على التوالي في الأحياء الشرقية للموصل، موضحاً أن الاشتباكات دارت أمس في منطقتي التحرير والزهور، وتوقع السيطرة عليها قريباً. لكنه أشار إلى أن المعركة باتت صعبة بسبب القتال داخل الأحياء السكنية وعدم قدرة طيران التحالف الدولي على توفير غطاء جوي في المناطق المأهولة، مشيراً إلى أن مدينة الموصل كبيرة وفيها أكثر من خمسين منطقة. ونشرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم مقاطع فيديو قصيرة قالت إنها داخل أحياء الموصل، وأظهرت عدداً من مسلحي التنظيم يطلقون النار بكثافة على عربات عسكرية داخل أحياء سكنية. وتوقع الضابط نفسه إحكام السيطرة على الجانب الشرقي من المدينة وصولاً إلى نهر دجلة خلال أيام، لافتاً إلى أن ثقل «داعش» يقع في الجانب الغربي حيث البلدة القديمة ومقار الدوائر الحكومية ومعسكرات الجيش. وكشف عن أن التنظيم أقدم على تدمير مدرج مطار الموصل ونشر حواجز خرسانية على طوله لمنع عمليات إنزال جوية من الجيش مثلما حدث في معركة بيجي العام الماضي. وأكد العبادي أنه «لا يوجد أي تأخير في العمليات العسكرية وفق الخطة المرسومة»، وأن «على الإرهابيين رمي السلاح حالاً إذا أرادوا الحفاظ على أرواحهم، لأنه لا يوجد مكان لهم في هذا البلد»، فيما أعلن نجم الجبوري، وهو من أهالي الموصل في تصريحات أمس، أن العبادي أوكل مهمة اقتحام مدينة تلعفر إلى قوات الجيش حصراً، في اطار الحملة العسكرية لاستعادة نينوى من سيطرة «داعش». ويأتي تصريح الجبوري ليؤكد معلومات مسربة عن اجتماع عقده العبادي أول من أمس مع مجلس أعيان قضاء تلعفر الذين طلبوا من رئيس الحكومة عدم دخول قوات «الحشد الشعبي» و «حزب العمال الكردستاني» المدينة، وإرسال قوات نظامية لتحريرها، وهو ما وافق عليه العبادي وطلب من الوفد تشكيل قوة محلية لمسك الأرض بالتعاون مع الجيش. وأكد العبادي خلال اللقاء حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع تركيا باعتبارها دولة جارة، وحذّر من أن أي حرب بين العراقوتركيا أو أي دولة جارة ستكون «خسارة للجميع وتدفع ثمنها الشعوب». وأرسلت تركيا تعزيزات عسكرية جديدة من قواتها إلى الحدود مع العراق، وقالت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية في تقرير أمس إن الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية إضافية من ولاية جانقيري نحو الحدود شملت ناقلات جنود مدرعة محملة على 35 عربة قطار.