أمرت السلطات التركية اليوم (السبت) بحبس تسعة من المدراء التنفيذيين والصحافيين في جريدة «جمهوريت» المعارضة رسمياً إلى حين محاكمتهم بعد القبض عليهم الإثنين الماضي بحسب ما ذكر قناة «أن تي في» التركية. ووصف سياسي كبير في الاتحاد الأوروبي احتجاز رئيس تحرير الصحيفة وعاملين بارزين فيها بسبب دعم الصحيفة العلمانية المزعوم لمحاولة انقلاب تموز (يوليو) بأنه تجاوز للخط الأحمر لحرية التعبير، وتم أيضاً تفتيش منازلهم. وقال ممثلو الادعاء في إسطنبول إن العاملين المحتجزين يشتبه في ارتكابهم جرائم بالنيابة عن المسلحين الأكراد وعن شبكة رجل الدين فتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدة والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب. وينفي غولن أي دور له في تلك المحاولة. وصحيفة «جمهوريت» من وسائل الإعلام القليلة التي ما زالت تنتقد الرئيس رجب طيب أردوغان، وصدر بحق رئيس تحريرها السابق جان دوندار حكم بالسجن العام الماضي بتهمة نشره أسرار دولة متعلقة بدعم مقاتلي المعارضة في سورية. وأثارت القضية استهجان جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وحكومات غربية عبرت عن قلقها في شأن تدهور أوضاع حقوق الإنسان في تركيا تحت حكم أردوغان. وأثارت حملة القمع التي شنتها تركيا منذ أن حاول جنود انقلابيون السيطرة على السلطة في 15 تموز الماضي قلق حلفائها الغربيين وجماعات حقوق الإنسان الذين يخشون من أن يستغل أردوغان محاولة الانقلاب لسحق المعارضة. وفصلت السلطات التركية أكثر من 110 آلاف شخص أو أوقفتهم عن العمل واعتقلت 37 ألفاً على مدى الثلاثة أشهر ونصف الشهر. من جهة ثانية، قالت نقابة الصحافيين التركية في بيان احتجاجاً على اعتقالات الإثنين الماضي إن السلطات أغلقت 170 صحيفة ومجلة ومحطة تلفزيونية ووكالة أنباء، ما تسبب في بطالة 2500 صحافي. وتقول جماعات المعارضة إن حملات التطهير تستخدم لإسكات كل الأصوات المعارضة في تركيا وهي عضو في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) وتطمح إلى الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي. واعتقلت السلطات قادة حزب المعارضة الرئيس الموالي للأكراد في البلاد أمس ما أثار إدانات دولية قوية. من جهة ثانية، قال مكتب حاكم شرناق إن طفلين قتلا عندما انفجرت قنبلة زرعها حزب «العمال الكردستاني» المحظور في إقليم شرناق جنوب شرقي تركيا اليوم. وأضاف مكتب الحاكم في بيان أن أربعة أطفال آخرين أصيبوا في الهجوم. وكانت السلطات عينت اليوم رئيس بلدية جديداً لشرناق، وغيرت السلطات مسؤولين محليين في جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه غالبية كردية متهمة إياهم بمساندة حزب «العمال الكردستاني».