دشنت هيئة الترفيه هويتها الجديدة بأول تغريدة في حسابها الرسمي في «تويتر» بالبسملة، ووثقت حسابها الرسمي، على تويتر باسم «@GEA_SA». وتعمل هيئة الترفيه في حقل من الإشاعات منذ الإعلان عن تأسيسها، بين دوامة من التصريحات المقتضبة والتحفظ، إضافة إلى مواجهة سقف عالٍ من الطموحات والترقب منذ إعلانها ضمن خطة التحول الوطني 2020، نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، وما تمثله من دور مهم في تنمية الاقتصاد الوطني. وكشفت أخيراً عن التقويم المبدئي للفعاليات والبرامج التي ستقام خلال الربع الأخير من العام الحالي، التي تضم 166 فعالية، إضافة إلى تصور آخر لجملة من الفعاليات المتوقعة في العام المقبل، إذ تواجه تحديات حقيقية في ظل تواضع الواقع السياحي المحلي مقارنة بالسياحة الخارجية، وذلك بسبب مجموعة من المعوقات الاجتماعية، والثقافية والتنظيمية. وبدأت الهيئة في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، بإطلاق فعاليات في العاصمة الرياض، وبعدها جدة، في محاولة منها لبدء نشاطاتها على نطاق واسع داخل المملكة، ويتجدد السؤال في كل مرة عن الدور الذي ينتظر من هيئة الترفيه، وما إذا كان بمقدورها أن توقف شلال السياحة المهاجرة، والأموال التي يضخّها السعوديون في الخارج. وفي سياق متصل، سجلت أعداد السياح السعوديين مع نهاية العام الحالي، تصاعداً مستمراً في السياحة الخارجية، أنفقت فيها بلايين الريالات، ما جعل الهيئة تعمل على تحسين ظروف الترفيه المحلي، بإعادة استثمار تلك الأموال داخلياً، بمواجهة البيئة الطاردة للسياحة. وقال المستشار السابق لوزير الثقافة والإعلام عمر باحطاب: «يحدونا الأمل أن يجد الدعم طريقه إلى شتى مجالات الفنون والفكر بفعاليات منوعة للجنسين، وأن توضع خطة استراتيجية بأهداف مرسومة، تحقق الدعم للشباب ورعايتهم ومساعدتهم، لإبراز إبداعاتهم، بالاستفادة من المعطيات الثقافية والفنية، والدعم الإداري والمالي جنباً إلى جنب لكل قطاعات الفنون». وأضاف: «الدور الكبير للجوانب التثقيفية عبر المكتبات العامة والأنشطة الثقافية، يدعم الموهوبين لإبرازهم للمجتمع، من خلال التفاخر بإنجازاتهم الثقافية والفنية، بإتاحة الفرصة للمثقفين والفنانين لتقديم نتاجهم والتعريف به في المملكة، لمنحهم الفرصة للمشاركة والحضور الدولي في المحافل والمهرجانات». وختم «إن المملكة تزخر بالموهبين والمبدعين في مجالات الثقافة والفنون وبمختلف الفئات العمرية، لكن لم تجد هذه المواهب في كثير من الأحيان، الحاضن والداعم الذي يتبناها». إلى ذلك، قال مؤسس نادي الطرب الموسيقي فيصل العمري ل«الحياة»، «إن العقبة التي تعترض العمل التنظيمي الحكومي، عدم التزام مسؤولي المؤسسات الحكومية الحياد في الصراعات الفكرية والإعلامية». وأضاف: «إن الرسالة للفنانين والإداريين والعاملين بالمنشآت الثقافية الفنية، الذين هم عصب نجاحه وآفة فشله وتراجعه، أخلصوا للفن، وصوبوا أهدافكم نحو قيمة العمل الفني، واهتموا بالفنانين ولا تهدروا الموازنات المالية المخصصة للثقافة والفن على إيجارات المواقع والكراسي اللامعة والمكاتب، نظموها وابذلوها لتساعد على تحويل المشاريع الفنية الورقية إلى عمل حقيقي، حولوا فننا إلى صناعة ليستمر وتستمر معه كل المنشآت الإدارية، لتكون رافداً لخزانة الدولة لا عالة عليها».