باماكو، نواكشوط - أ ف ب - شددت وزارة الداخلية الفرنسية إجراءات الحماية الشخصية حول عميد مسجد باريس دليل بو بكر، في خطوة من المرجح أنها على صلة بخطف مجموعة من الرعايا الأجانب في النيجر، بينهم خمسة فرنسيين، من قبل عناصر يعتقد أنها تابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وأكد الناطق باسم مسجد باريس سليمان نادور النبأ الذي بثته إذاعة «آر تي ال» الفرنسية ومفاده أن بو بكر يحظى بإجراءات حماية شخصية مشددة منذ الخميس الماضي، بقرار من وزارة الداخلية. وقال نادور إن الحماية المشددة التي يتولاها ثلاثة عناصر من جهاز حماية الشخصيات الرفيعة فاجأت بو بكر، وإنه عندما سأل عما إذا كان عرضة لتهديد محدد، أجيب بأنه إجراء عام متخذ في إطار تشديد خطة «فيجيبيرات» المعتمدة لمكافحة الإرهاب. ولفت الى أن هذا الإجراء أثار حالاً من التأثر في أوساط بو بكر وبين أتباعه، وأنه سيطبق لمدة غير محددة. وسبق لبو بكر الذي يتنقل اعتيادياً على متن سيارة تواكبها سيارة ثانية بداخلها شخصان أن أحيط بحماية مشددة بين العامين 1995 و1997 حين كان مستهدفاً بفتوى أصدرها بحقه إسلاميون طردوا من مسجد باريس. وكان وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو أشار في تصريح له الى أن التهديد الإرهابي في فرنسا حقيقي وأن إجراءات اتخذت لتعزيز اليقظة على هذا الصعيد، لكنه دعا الفرنسيين لأن يكونوا مطمئنين لأن الإمكانات كافة معبأة على هذا الصعيد. وبدوره صرح رئيس دائرة الاستخبارات الداخلية برنار سكارسيني أن كل المؤشرات تحمل على الاعتقاد بأن فرنسا عرضة لتهديد إرهابي. وأمس نقلت «فرانس برس» عن مصادر فرنسية اعتقادها بأن التهديد يستهدف وسائل النقل في العاصمة باريس. وفي هذه الأثناء، شهدت باريس إنذارات عدة بوجود قنابل في أماكن مثل برج إيفل ومحطة سان ميشال للقطارات ما حمل السلطات على اخلائها وتفتيشها من دون العثور على شيء. وأكدت أوساط وزارة الداخلية أن مستوى خطة «فيجيبيرات» لا يزال على حاله وهو المستوى الأحمر وأنه لم يتم رفعه الى المستوى الأقصى وهو «القرمزي» لكنه تم تكثيف وجود دوريات الشرطة في الأماكن العامة الحساسة. وفي باماكو، أفادت مصادر أمنية وديبلوماسية في منطقة الساحل بأن فرنسا اقامت في نيامي «قاعدة عملانية» تضم ثمانين جندياً في محاولة للعثور على الفرنسيين الخمسة الذين يرجح انهم نقلوا الى مالي. وقالت المصادر نفسها ان هؤلاء الجنود المتمركزين في فندق في نيامي وضعت في تصرفهم طائرات استطلاع للقيام بطلعات جوية وهم موزعون على خمس فرق. واضافت: «قاموا حتى اآن بطلعات استمرت 21 ساعة لتحديد مكان وجود الرهائن». من جهة ثانية، أكد مصدر عسكري في نواكشوط امس ان الوضع في شمال مالي بات «تحت السيطرة» بعد العملية العسكرية التي نفذها الجيش الموريتاني لثلاثة أيام ضد تنظيم «القاعدة». وقال ان «الوضع العسكري والامني على الارض حيث يطارد جيشنا الارهابيين المسلحين هو تحت السيطرة»، مضيفاً ان «الوضع تحت السيطرة وجيشنا قام بعمل جيد في شكل يضمن الأمن في بلادنا». واشار المصدر الى ان ستة اشخاص «وقعوا في الاسر» بيد الجيش الموريتاني خلال العملية في مالي «لكن من المبكر اعطاء مؤشرات عن هويتهم ومستوى تورطهم مع المنظمة الارهابية». ولم يقدم المصدر اي تفاصيل حول ملابسات اعتقال هؤلاء الاشخاص.