قدم أمس وزير الطاقة والثروة المعدنية السعودي السابق علي النعيمي كتابه «علي النعيمي سيرة من الصحراء» في معهد «تشاتام هاوس» بلندن في حضور جمهور ضم السفير السعودي لدى بريطانيا، الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، ورئيس «أرامكو السعودية» السابق عبدالله الجمعة والمستشار في وزارة النفط السعودية إبراهيم المهنا والمدير السابق لمكتب النعيمي علي الطويرقي ووزير الطاقة القطري السابق عبدالله العطية وابنا النعيمي رامي ومحمد. والكتاب عرض لسيرة النعيمي الذي تولى منصبه وزيراً ل 21 سنة وبدأ حياته المهنية حاجباً يوزع الأوراق في «أرامكو» حتى تولى رئاسة الشركة ثم وزارة الطاقة والثروة المعدنية واليوم يعمل مستشاراً في الديوان الملكي السعودي. وقرأ النعيمي مقتطفات من الكتاب شملت قوله لرئيس «أرامكو» الذي كان أميركياً إنه يريد الحصول على منحة للدراسة لأنه يريد ان يصبح رئيس الشركة وحصل على المنحة وتابع تعليمه في الجامعة الأميركية في بيروت وكان لدى تخرجه من بين التلاميذ العشرة المتفوقين. وروى النعيمي كيف أرسلته «أرامكو» إلى مدرسة في حلب خلال إحدى عطل الصيف، قائلاً: «زرنا مدينة وحديقة جامعية جميلة دمرها النظام السوري الآن يا للخسارة». وقال النعيمي في رده على الأسئلة في «تشاتام هاوس»: «ان التحدي الأكبر بالنسبة إلى أسواق النفط هو جعل المستهلكين والمنتجين يتعاونون وهذا لم يحصل. حاولنا ونجحنا في جزء من ذلك لكننا لم ننجح كلياً. خلال تاريخ أوبك في الثمانينات كنا في السعودية نعتقد بأن في إمكاننا التأثير في السوق النفطية بالقيام بدور المنتج المزود وكان هذا خطأ. وما حصل بين 1981 و1985 يظهر ذلك، إذ إننا فقدنا العائدات وتدهورت الأسعار وخسرنا الحصة الإنتاجية». وقال: «القرار الذي أخذناه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 كان بسبب ذلك. فكرة ان تخفض دولة إنتاجها وحدها بأمل ان تؤثر في السوق خطأ. فمن دون تعاون جميع المنتجين وعملهم معاً لا يمكن التأثير في السوق. في الثمانينات كان إنتاج أوبك يمثل 60 في المئة من السوق واليوم 30 في المئة. لا يمكن لمن يملك هذه النسبة ان يؤثر في السوق». ورداً على سؤال حول «رؤية 2030» قال النعيمي: «يعمل عدد كبير من المسؤولين ويجري تطبيق برامج كثيرة - هناك ألوف البرامج لتنفيذ الرؤية. بالعمل الكبير والمثابرة سنحقق الرؤية». وعن الطاقة الشمسية وطاقة الريح، قال ان السعودية تملك كل المقومات لتطويرهما وإن مستقبلهما واعد جداً في السعودية حيث لن ينافسا الطاقة الأحفورية التي ستبقى مهمة.