دعت نقابة الصحافيين المغاربة أمس إلى تنظيم تظاهرة أمام مقر السفارة الجزائرية في الرباط احتجاجاً على منع السلطات الجزائرية صحافيين مغربيين من زيارة مخيمات «بوليساريو» في تندوف، لرصد عودة المنشق الصحراوي مصطفى سلمى ولد مولود إلى المخيمات. وأعلنت النقابة في بيان لها أنها تتابع بقلق شديد تطورات اعتقال الصحافيين محمد السليماني والحسن فيتبادار اللذين «نُقلا إلى جهة مجهولة» بعد التحقيق معهما، في حين صرح الصحافي السليماني عبر الهاتف بأنه ورفيقه «احتجزا في فندق» في تندوف وحُظّر عليهما مغادرته. وطالب بتمكينهما من العودة، في ضوء تعذر قيامهما بمهمة مهنية في تندوف. وأوضحت أسبوعية «الصحراء» التي يعمل فيها الصحافيان أنها قدّمت طلباً رسمياً إلى السلطات الجزائرية قبل إيفادها الزميلين. وتشير المصادر إلى ارتباط هذه التطورات على صعيد توتر العلاقات بين المغرب والجزائر بقرار المنشق الصحراوي مصطفى ولد سلمى المفتش العام السابق للشرطة في مخيمات «بوليساريو» العودة إلى تندوف. وفشلت المساعي المبذولة في ثنيه عن تلك العودة، في ضوء اقتراح قال مصطفى سلمى إنه تلقاه من مبعوثين عن «بوليساريو» مفاده أن في الإمكان أن يلتحق أفراد أسرته به في الزويرات التي كان يقيم بها شمال موريتانيا. وتحدث بعض المصادر عن وقوع اضطرابات داخل مخيمات تندوف، إذ يُعتقد أن مناصرين من أفراد قبيلة ولد مولود تظاهروا للمطالبة بالسماح بعودة مصطفى ولد سلمى إلى المخيمات التي تديرها «بوليساريو» في جنوب غربي الجزائر. إلى ذلك، وصف بيان لمفوضية اللاجئين في جنيف أن المنظمة الإنسانية تلقت بخيبة قرار «بوليساريو» منع 20 صحراوياً من زيارة ذويهم في تندوف، ضمن عمليات تبادل الزيارات التي ترعاها المفوضية التابعة للأمم المتحدة. وطلب البيان من قيادة «بوليساريو» إيضاحات حول أسباب المنع التي كانت الجبهة عزتها إلى عدم الاتفاق على ظروف وشروط استئناف الزيارات. بيد أن بياناً لوزارة الخارجية المغربية أكد حصول اتفاق بين المغرب و «بوليساريو» بإشراف مفوضية اللاجئين على معاودة استئناف الزيارات. وفي رأي مراقبين فإن هذه التطورات تضيف أعباء جديدة أمام مساعي استئناف المفاوضات العالقة، بخاصة أن مجلس الأمن كان قد حض الأطراف المعينة على تعزيز خطوات بناء الثقة، من خلال تكثيف تبادل الزيارات بين الأهالي المتحدرين من أصول صحراوية، واقترح في غضون ذلك توسيع العمليات لتتم عبر رحلات برية، بعد أن كانت تقتصر على الرحلات الجوية منذ عام 2004. وقال الناطق الرسمي باسم مفوضية اللاجئين في جنيف أندريه ماهيتك إنه يأمل في استئناف قريب لعمليات تبادل الزيارات، موضحاً أن قرار بدئها هذه المرة جاء بعد مفاوضات كثيفة وبنّاءة مع المغرب و«بوليساريو» والمفوضية المعنية. وألقت عودة المنشق مصطفى ولد سلمى بظلال سلبية على آفاق الوضع الراهن لقضية الصحراء، فيما زادت كثافة النزوح الجماعي لسكان مخيمات تندوف في الشكوك حيال المساعي التي يبذلها الموفد الدولي كريستوفر روس لمعاودة استئناف المفاوضات. بيد أن مصادر رسمية رجحت أن يجري العاهل المغربي الملك محمد السادس على هامش الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة مشاورات مع الأمين العام بان كي مون لإيجاد مخرج لتجاوز المأزق الراهن.