رعى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في السراي الكبيرة أمس، احتفالاً بمنح الجامعة اللبنانية الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية الى وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز تقديراً للانجازات التي حققها في العمل السياسي ولدعمه المتواصل للبنان في مواجهة العدوان الاسرائيلي. وحضر الاحتفال وزيرة التربية بهية الحريري وعدد من الوزراء والنواب والسفراء ورؤساء الجامعة اللبنانية وجامعات اخرى واساتذة وشخصيات ثقافية وفكرية وروحية. وأكد الأمير نايف في المناسبة أن «دور المملكة لدعم الشعب اللبناني جاء متفقاً مع الدور الذي تقوم به على المستويات كافة، عربياً واسلامياً ودولياً». وقال: «حرصنا على أن تقدم هذه المساعدات بتجرد تام وبما يضمن الشفافية في الاداء والتميز في العمل والفعالية في التنفيذ لتخفيف معاناة المتضريين من ابناء الشعب اللبناني الشقيق وتقديم الدعم للخدمات والمرافق الاساسية التي تلامس حاجات الشعب اللبناني في شكل يومي من مشروعات اجتماعية واقتصادية وصحية وتعليمية وانمائية واعادة اعمار البنى التحتية التي تضررت وتمويل مشروعات الطرق والجسور، إضافة الى مواصلة اعمال الاغاثة الانسانية للمتضريين». وأضاف: «يجب ان اشيد بكل من اسهم بتلك الاعمال، وأخص بالشكر القيادتين السياسيتين في بلدينا المملكة ولبنان، والشكر موصول لكم أيها الاخوة اللبنانيون على ما لمسناه من تقدير لهذا الواجب الذي مكننا الله منه حرصاً على استقرار لبنان وازدهاره». وخاطب الأمير نايف السنيورة قائلاً: «دولة رئيس مجلس الوزراء، اكرر شكري وتقديري لكم ولجميع اللبنانيين، قيادة وحكومة وشعباً على الحفاوة والتكريم ونلتقي دائماً على الصدق والتعاون والامن والامان للجميع». وأشاد السنيورة، بدوره بالمكرم وبالدور «الفاعل الذي لعبه في ازدهار المملكة العربية السعودية، دولة العرب الكبيرة في هذا العصر». وقال: «عندما تولّى مهمّات وزارة الداخلية في المملكة رافق وأسهم في التحولات الكبرى التي أنشأت الدولةَ القويةَ والزاهرةَ والحديثةَ، كما بادر إلى ربط الأمن الداخلي العربي بعضِهِ ببعضٍ برباطٍ وثيقٍ من خلال مؤسَّسة مؤتمر وزراء الداخلية التي تعقد اجتماعاتها السنوية والتي نعتز باستضافتها وهذه المرة في لبنان. كذلك تظهرُ إسهاماتُهُ من خلال أكاديمية نايف للعلوم والدراسات الأمنية والاستراتيجية. وأظهر قدرةً فائقةً على التخطيط والتصرُّف في مرحلة مصارعة الإرهاب، وفي مواجهة مخاطر التدخُّلات الخارجية والإقليمية والدولية بحيث، وبدافعٍ من حكمته ومعرفته العميقة بمجتمعه وتقاليده وثوابته، نجح في عدم تعريض المجتمع السعودي لضغوطٍ لا داعيَ لها تمليها الضروراتُ الأمنية، وأَبْعدَ الأخطارَ عن الأمْن الداخلي السعودي، وساعد الجهات العربية على مواجهةِ التحدياتِ ذاتِها، في الفترة الخطيرة التي مرتْ بها مجتمعاتُنا العربيةُ وتداعياتها على الأمن العربي منذ أواخر التسعينات وحتى اليوم». وشكر السنيورة «الجهات العلمية اللبنانية وتحديداً الجامعة اللبنانية ورئيسها الدكتور زهير شكر على قرار التقدير»، وحيا «باسم الحكومة والشعب اللبناني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، والامير نايف على التضامن الكبير الذي شهدهُ الشعب اللبناني من المملكة العربية السعودية على مدى تاريخه الحديث، وخصوصاً منذ مؤتمر الطائف حتى الآن». ورأت الحريري أن «النزعة الى العنف ما كانت لتنمو لولا اختراق الامن الفكري للمجتمع العربي»، مشيرة الى أن «لا يمكن أن نحقق استقرارنا وتقدمنا ما لم نسهم جميعنا في حماية الفكر العربي».