قرّرت السودان وأثيوبيا تفعيل التعاون الأمني والعسكري بينهما لحماية الشريط الحدودي، ومحاربة الإرهاب وتجارتي السلاح والبشر، فضلاً عن التنسيق الأمني بمواجهة التهديدات، ومكافحة «الحركات السلبية» التي تهدد أمن الدولتين. واختُتمت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة بين السودان وأثيوبيا، بحضور وزيري دفاع البلدين، ووقّع وثيقة التعاون الأمني رئيسا هيئة الأركان، السوداني الفريق ركن عماد الدين عدوي، والإثيوبي، الجنرال سامورا يونس. وأكد وزير الدفاع السوداني عوض محمد أحمد بن عوف أهمية التعاون العسكري والأمني بين البلدين لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله. وأضاف أن الطرفين اتفقا خلال الاجتماعات العسكرية، على تعزيز التعاون وتبادل المعلومات من خلال الاجتماعات المشتركة لقادة الفرق العسكرية المتقابلة على حدود البلدين بحضور «السلطات الولائية»، فضلاً عن تبادل الخبرات. في المقابل، أكد وزير الدفاع الإثيوبي سراج فقسا حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع الخرطوم في كل المجالات، لاسيما في مجال التعاون العسكري، لتعزيز الأمن والسلام. من جهة أخرى، رأى زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، أن النظام السوداني أدرك حتمية التغيير والتحاور مع القوى الوطنية، مشيراً إلى أن الحوار الوطني الذي جرى في الخرطوم، شمل الحزب الحاكم والحكومة وأحزاب داخلية. وصدرت عنه وثيقة وتوصيات من الأحزاب القريبة من النظام فقط. وقال المهدي الذي يتوقع أن يعود إلى بلاده في 19 كانون الأول (ديسمبر) المقبل بعد أكثر من سنتين في منفاه الاختياري أن «أوضاع السودان الاقتصادية والأمنية وعلاقاته الخارجية كلها محتقنة وإذا لم يوجد حل متفق عليه سنتجه الى الانتفاضة الشعبية، وفي حال حدوثها ستفضي إلى وضع فيه مخاشنة، وهذا أمر مؤسف، لأن النظام مسلح والسودان فيه عدد كبير من الميليشيات المسلحة، وهو ما يؤدي إلى نتائج قد تختلف عن النتائج التي حدثت في الانتفاضات السابقة». وعن عودته للسودان، أوضح أنه كلّف لجنة من حزبه لتنظيم العودة وتحديد موعدها ولكن أجهزة الحزب وسّعت اللجنة، كما أن حلفاء سياسيين رأوا أن يُفسَح المجال أمام المشاركة القومية، مؤكداً أنه لم يحصل على أي تطمينات أو ضمانات من الحكومة ولم يطلب ذلك. وتابع أن «المخاطرة جزء لا يتجزأ من ضريبة العمل السياسي». في تطور آخر، أعلنت قوات الدعم السريع الحكومية أنها تمكنت من دحر وطرد قوات أحد القادة المنشقين عن «حركة العدل والمساواة»، كما قبضت على أخطر قادتها. وكشف قائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن قواته دحرت مقاتلي قوات عبدالله جنا وألقت القبض على أخطر مقاتليه القائد كنقي عيسى، واستولت على سيارة محمّلة بالسلاح ودراجه نارية، مضيفاً أن «بقية القوات هربت بسيارتين إلى داخل الحدود التشادية». وأضاف أن قوات عبدالله جنا نصبت مكمناً لقوات الدعم السريع في منطقة قدير قرب منطقة كورني، عندما كانت في طريقها إلى منطقة الطينة السودانية برفقة قافلة التجارية متجهة إلى هناك.