لاقى طلب النيابة العامة التمييزية من «المباحث» استدعاء اللواء الركن جميل السيد للاستماع اليه حول «تهديد رئيس الحكومة سعد الحريري وأمن الدولة والتهجم على أجهزتها»، رفضاً من المعارضة ولا سيما من «حزب الله» الذي أكد في بيان «أننا كنا ننتظر من الجهات المعنية في القضاء اللبناني أن تبادر لاستدعاء الذين تفاخروا بعمالتهم للإسرائيلي وتحالفهم معه والتحقيق معهم، وكنا ننتظر أن تتحرك هذه الجهات القضائية دفاعاً عن كل الرئاسات التي أهينت وهتكت على مدى سنوات بتعابير لا تقبل التأويل ليحافظ القضاء على هيبة الدولة ورموزها. وكنا ننتظر أن تسارع هذه الجهات القضائية إلى طلب الوثائق والمعطيات التي أعلن عنها اللواء جميل السيد في مؤتمره الصحافي الأخير بحثاً عن الحقيقة والعدالة وحرصاً عليهما. لكننا فوجئنا باستخدام القضاء، في خدمة الصراع السياسي من خلال ما أعلن عنه من قرار يتعلق باللواء السيد». وأضاف البيان: «إننا في حزب الله نعتبر القرار الصادر قراراً سياسياً بامتياز وعنواناً للقمع والترهيب لكل مظلوم يصرح بالحقيقة في هذه المرحلة، ونرفضه بشدة وندعو إلى التراجع عنه بسرعة، أما إقامة العدالة فتقضي بأن يسارع القضاء اللبناني إلى وضع يده على شهود الزور ومصنعيهم الذين أدخلوا لبنان وسورية في متاهة مظلمة كادت أن تودي بالجميع». واكد أن «الحرص على مؤسسات الدولة يوجب عدم الزج بجهازها القضائي خدمة للزعامات السياسية وخصوصاً إذا كان هذا الزج مكشوفاً ويكيل بمكيالين وهذا أبعد ما يكون عن إقامة العدل وحفظ الكرامات». وأفاد المكتب الإعلامي للواء السيد في بيان ان الأخير «تقدم ظهر أمس بواسطة وكيله المحامي اكرم عازوري بمراجعة الى محكمة التمييز الجزائية لدى المجلس الاعلى للقضاء لتنحية مدعي عام التمييز سعيد ميرزا عن منصبه ووضعه بالتصرف نظراً للخصومة الشخصية بينه وبين اللواء السيد، لكون القاضي ميرزا مدعى عليه من قبله لدى القضاء اللبناني في محاضر التحقيق الرسمية التي أحالها ميرزا الى لاهاي وكذلك فإن القاضي ميرزا مدعى عليه أيضاً في الدعوى الشخصية المقدمة من اللواء السيد أمام القضاء السوري في جريمة مؤامرة شهود الزور في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وان من نتائج هذه المراجعة أيضاً إقصاء اللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن عن منصبيهما لكونهما الضابطة العدلية التي تتبع لميرزا ولكونهما مدعى عليهما في جريمة شهود الزور». وأعلن اللواء السيد (موجود في فرنسا) في حديث ل «الجزيرة» «أنه سيكون في بيروت بين اليوم (أمس) والغد (اليوم) وسيعود عبر مطار بيروت الدولي».