أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري سعي المملكة إلى توفير منظومة تعليمية رائدة عالمياً لا الاكتفاء بالتصنيفات العالمية، مشيراً إلى أن الموازنة المالية المخصصة للتعليم العام والتعليم العالي والتدريب العام الحالي بلغت 210 بلايين ريال، أي ما نسبته 24.6 في المئة، بلغ منها للتعليم العالي 10 في المئة من الموازنة العامة للدولة التي تبلغ 855 بليوناً. وقال العنقري خلال افتتاح المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في نسخته الخامسة والمقام في مركز الرياض الدولي للمعارض أمس، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن جميع الدول تسعى إلى أن يكون التعليم لديها مطابقاً للمنظومة العالمية المميزة، فليس كافياً أن تحصل الجامعة على تصنيف عالمي، بل المطلوب أن تتوافر لديها منظومة تعليمية رائدة عالمياً، وفي سبيل تحقيق ذلك تزايدت الموازنات المخصصة للتعليم عموماً وللتعليم العالي باضطراد خلال الأعوام الخمسة الماضية. وأوضح أنه على رغم التزام الدولة بتمويل التعليم العالي إلا أن من المهم توفير مصادر أخرى لاستدامة التمويل، مضيفاً: «استطاع حتى الآن عدد من الجامعات الحكومية توفير مصادر تمويل إضافية، لاسيما من خلال الأوقاف والاستثمارات العلمية، ومن المؤمل التوسع في حجم هذه الأوقاف وتبنّيها في بقية الجامعات، واستقطاب عدد من الجامعات تمويلاً من القطاع الخاص لدعم كراسي البحث العلمي، إذ تنوعت اهتماماتها في كثير من العلوم الأساسية والنظرية والتطبيقية والطبية وقضايا مجتمعية كثيرة». وأشار العنقري إلى تطلع وزارته في فعاليات هذه الدورة إلى إسهام 430 جهة وأكثر من 1000عارض من 30 دولة، متوقعاً إبرام 18 اتفاقاً بين الجامعات السعودية ونظيراتها الأجنبية، إضافة إلى عقد سبع ورش عمل متخصصة، و75 ورشة عمل عامة. وأفاد بأن من محفزات الإبداع والابتكار الدور الذي يؤديه التعليم العالي في إنشاء ريادة الأعمال، ومن ثم النمو الاقتصادي والمجتمعي، وتحسين مستوى الدخل، وزيادة فرص العمل، وتعزيز الرفاهية والازدهار، مشيراً إلى أن مسيرة التعليم العالي في السعودية لبّت متطلبات اتساع مساحة المملكة بأطرافها المترامية، وسايرت النمو السكاني، وارتفاع نسبة الشباب في سن الدراسة الجامعية، فزادت القدرة الاستيعابية للجامعات التي انتشرت في أرجاء كل مناطق المملكة حتى وصل عددها إلى 38 جامعة حكومية وأهلية، إضافة إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وأضاف: «وما زال صدى الأمر الملكي الذي صدر منذ أسبوعين بإنشاء جامعات جديدة في كل من حفر الباطن وبيشة وجدة يتردد في نفوسنا حباً واعتزازاً بأبوّة قيادتنا، وتضم جامعاتنا الآن أكثر من 600 كلية، ويدرس في التعليم العالي أكثر من 1.3 مليون طالب وطالبة، فيما تجاوز عدد المبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي أكثر من 150 ألف طالب وطالبة يدرسون في مراحل التعليم العالي المختلفة». وأكد تزامن التوسع والانتشار الكمي مع العناية بالجودة في التعليم العالي من خلال دور المركز الوطني للقياس والتقويم في ضمان جودة مدخلات التعليم العالي، وحسن توجيهها إلى التخصصات المناسبة لقدراتها، ومن خلال عمل الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي في تنفيذ عمليات الاعتماد المؤسسي والبرامجي، إضافة إلى حصول عدد من البرامج والكليات والجامعات على الاعتماد الأكاديمي الدولي. من جهته، استعرض مدير جامعة هونغ كونغ للعلوم والتقنية توني تشان بحثاً نوعياً بمسمى: «السعي نحو ريادة الأعمال» في الصين، التي تتناول القوة التي وصلت إليها الصين، بصفتها أكبر دولة مصدرة بالعالم، وثاني أكبر دولة مستوردة، جراء حجم الإنفاق الحكومي وزيادته على البحوث العلمية والجامعية. وتحدث كونغ عن حجم الطاقة والتقنيات العالية والثقافات الراسخة وريادة الأعمال الخاصة، ودور الجامعات، بوصفها مرحلة رئيسة في تطوير التعليم الحكومي والتطوير التطبيقي.