تتعالى هذه الأيام أصوات الاعتراض الصبيانية على مسلك سنته أمهاتهم أخيراً، يقضي بسلبهن غلة العيد التي يتحصل عليها فلذات أكبادهن تحت إطار «العيديات»!. وتعلل أمهات سحب عوائد العيديات من أيدي الأطفال بكونهن أكثر تدبيراً منهم، بينما يكون عشق التملك هو مبرر رفض أكثر الأطفال إعطاء «العيدية» إلى أمهاتهم أو غيرهن بأي حال من الأحوال!. وهذا ما أكدته الطفلة جود المرشد: «أرفض إعطاء والدتي العيدية التي جمعتها من أهلي وأقربائي، وعلى رغم ذلك تصر والدتي على أخذها مني بحجة أنها أكثر اهتماماً بالمال مني، فأعطيها على مضض ما يجعلها ترجعها لي على الفور، لأني لا أستوعب أن يأخذ أي أحد عيديتي مني، وإن كانت أمي نفسها». وأوضحت: «لدي أحلام كثيرة أود أن أحققها بعيديتي المتواضعة فهي تجعلني أكثر ثقة وفرحاً، وأعدها خاصتي ولا تخص والدتي البتة». أما الطفلة نورا الحسين فتقول: «أمي هي من تجمع لي العيدية لكنها (في الوقت ذاته) تنفذ لي ما أريد شراءه، إذ أصبح هذا الأمر بمثابة الشرط بيني وبينها، فأنا لا أريد أن أغضبها بعدم إعطائها العيدية، لكن في الوقت نفسه أريد أن أشعر بملكيتي للمال والمتعة التي أشعر بها حين يعايدني الجميع». فيما يصر مناف السبيعي على عدم إعطاء والدته «عيديته»، ويتابع: «العيدية» ملك وحق لي، أرفض تسليمها لوالدتي وإن غضبت علي، فمع الوقت ستتفهمني، فأنا الآن من ذوي الأملاك إذ أتقنت جمع المال بسبب حرصي على العيدية». بدورها، عللت أم جود أسباب أخذها «العيدية» من صغيرتها من مبدأ الحرص ليس إلا، وتضيف: «تعاملت مع موضوع أخذ عيدية ابنتي من منطلق أنها متى ما احتاجتها ستجدها في حقيبتي، فهدفي الحرص عليها بجمعها لها فقط، إذ أعتبر أن الأطفال عادة لا يتقنون الحفاظ على مالهم فتجد الأوراق النقدية تتناثر منهم بلاوعي هنا وهناك، والمهم من ذلك أنني والدتها ومالها لي». أم مناف، لم تخالف سابقتها الرأي، وقالت ل «الحياة»: «في البداية كنت أرفض جمع مناف المال بنفسه، بيد أن أخذي ل «عيديته» أوجد شجاراً دائماً بيني وبينه، ومنذ عامين لم أقترب من ما يتحصل عليه من عيديات في العيد، بعد أن تولى جمعها وصرفها». من جهتها، أكدت مديرة «مركز استشارة» الاختصاصية النفسية الدكتور فوزية الشماخ أن من حق الطفل أخذ فرصته في مثل هذه الأمور. وقالت ل «الحياة»: «يمثل العيد بالنسبة للطفل حدثاً كبيراً، وفيه يجد فرصة جمع المال، لذا أنصح بأن يكون هناك حوار بين الأمهات وأطفالهن قبل العيد حول كيفية جمع الأطفال عائدات معايداتهم التي يتحصلون عليها من الأهل والمعارف، والتشاور حول بنود جمع المال أو صرفه، ما يعزز ثقة الطفل، وبعد ذلك يمكن التعامل معه بصورة سليمة ومرضية ويتم الحفاظ على المال الذي جمعه ومن ثم صرفه بطريقة صحيحة».