أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون محادثات في عمان تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وبحثت الخطوات اللازم اتخاذها من أجل ضمان تحقيق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة تقدماً ملموساً نحو حل الصراع على أساس حل الدولتين وفي سياق إقليمي يضمن التوصل إلى السلام الشامل في المنطقة. وبحسب بيان للديوان الملكي، فإن الملك وكلينتون أكدا «حرص البلدين على تطوير آليات التعاون الثنائي في المجالات المختلفة، خصوصاً الاقتصادية منها». وأبلغت كلينتون الملك عبدالله الثاني قرار ممثلي مجلس تحدي الألفية تقديم منحة للأردن بقيمة 275 مليون دولار لتمويل مشاريع في قطاع المياه في محافظة الزرقاء. وسيعتبر القرار سارياً بعد مرور 15 يوماً لاطلاع الكونغرس عليه وإقراره، ليصار بعد ذلك إلى توقيع اتفاق للبدء بعملية التمويل والتي ستستمر لمدة خمس سنوات اعتباراً من العام المقبل. وفي ما يتعلق بالجهود السلمية، أكد العاهل الأردني خلال المحادثات أن حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفي سياق إقليمي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وشرط الوصول إلى السلام الشامل الذي تنشده مبادرة السلام العربية. ووضعت وزيرة الخارجية الأميركية الملك في صورة المفاوضات المباشرة التي أجريت في مدينة شرم الشيخ المصرية الثلثاء الماضي وفي القدس اول من امس، وأطلعته على نتائج المحادثات التي أجرتها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال اليومين الماضيين. وثمّن العاهل الاردني الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية من أجل المساعدة في حل الصراع والوصول إلى حل الدولتين، لافتاً إلى أهمية استمرار الولاياتالمتحدة في القيام بدور قيادي في المفاوضات، وإلى ضرورة تكاتف جميع الجهود من أجل ضمان وصولها إلى هدفها في حل الصراع. وبعد انتهاء المحادثات الرسمية، أقام الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله مأدبة غداء خاصة في بيت الأردن تكريماً لكلينتون. وقبل مغادرتها عمان، عقدت الوزيرة الاميركية مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نظيرها الاردني جددت خلاله دعم الولاياتالمتحدة الأردن الذي وصفته ب «الحليف الاستراتيجي». كما ابلغت كلينتون الصحافيين في المطار بأن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي «منخرطان في عملية سلام جادة»، مشيرة الى امكان «تحقيق السلام خلال سنة اذا كانت هناك جدية وشجاعة في اتخاذ قرارات صعبة». وأكدت أهمية مبادرة السلام العربية في الحل السلمي القائم على حل الدولتين داعية الى «سلام بين الشعوب وليس بين القادة والمتفاوضين». وأكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة دور كلينتون في المفاوضات المباشرة مطلقاً عليها وصف «بطلة السلام»، وشكر الإدارة الأميركية على دعمها المستمر لبلاده، وقال: «المفاوضات المباشرة تشهد نقاشاً حقيقياً في شأن القضايا الرئيسة مثل القدس واللاجئين والاستيطان والحدود والمياه.