أنهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس لقاءاتها مع القادة الفلسطينيين والاسرائيليين من دون تحقيق اختراق في ازمة الاستيطان التي تعيق انطلاقة جدية للمفاوضات المتعثرة بينهما. وقال مسؤولون فلسطينيون ان كلينتون لم تنجح حتى الآن في حمل الجانب الاسرائيلي على تمديد التجميد الجزئي للاستيطان الذي ينتهي في الثلاثين من الشهر الجاري، موضحين ان الوزيرة الاميركية بحثت مع الجانب الاسرائيلي صيغاً عدة للتجميد، منها تمديد التجميد الراهن لمدة 3 اشهر يصار خلالها الى بحث ملف الحدود. وقال مسؤول رفيع ل «الحياة»: «الرئيس محمود عباس يريد بحث ملف الحدود اولاً ليصار الى ايجاد حل نهائي لمعضلة الاستيطان بحيث يمكن لاسرائيل بعد ذلك ان تواصل البناء في المستوطنات التي ستخضع لتبادل الاراضي بين الجانبين، وتوقفه في المستوطنات التي تقع في حدود الدولة الفلسطينية». وأضاف: «لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض ذلك، الامر الذي يشير الى عدم جديته في المفاوضات». وكشف مسؤول فلسطيني كبير ان اللقاء الذي عقد الاربعاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وعباس شهد «خلافات عميقة على قضيتي الاستيطان والحدود»، وانه «لم يحدث اي تقدم». وتوقع مسؤولون فلسطينيون ان تتواصل الازمة حتى الثلاثين من الشهر الجاري، وهو موعد انتهاء الشهور العشرة التي أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي عن تجميد جزئي للاستيطان خلالها. وأعادت ازمة التجميد الى الاذهان الطريقة القديمة التي اتبعها نتانياهو اواسط التسيعنات في المفاوضات حين دأب على خلق ازمات على القضايا الصغيرة المختلفة بهدف المماطلة في المفاوضات لتجنب اتخاذ قرارات فعلية. وأدت هذه الطريقة الى تجنب انهيار حكومته من جهة، ومواصلة الاستيطان من جهة، ومواصلة التفاوض من جهة ثالثة. وقال عباس لدى استقباله الوزيرة الاميركية في مقره في رام الله انه ملتزم المفاوضات للتوصل الى اتفاق سلام. وأضاف: «كلنا يعرف أنه لا بديل عن الوصول إلى السلام من خلال المفاوضات، لذلك لا مجال أمامنا إلا أن نستمر في هذه الأمور». وأضاف: «نعرف ان الوقت صعب والظروف صعبة، لكن الجهود الاميركية حثيثة للتوصل الى اتفاق سلام». وتابع: «كلنا يعرف ان لا بديل عن السلام، وان السلام لا يتحقق سوى عبر المفاوضات المباشرة». بدورها، قالت كلينتون: «كما قال الرئيس عباس، وكما قالت الولاياتالمتحدة والرئيس (باراك) أوباما، نؤكد أننا ملتزمون ومصممون العمل للوصول إلى اتفاق سلام من خلال المفاوضات المباشرة تؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ذات سيادة، وتحقق تطلعات الشعب الفلسطيني». واتفق عباس وكلينتون على مواصلة اللقاءات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع المقبل. وقال مسؤول فلسطيني ان عباس سيلتقي اوباما وطاقم السلام الاميركي في نيويورك، وانه سيلتقي نتانياهو في حال مشارته في اجتماعات الجمعية. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن لقاء عباس وكلينتون تناول تفاصيل الجولات التفاوضية السابقة.