تنتظم في المملكة العربية السعودية مقرات العشرات من المنظمات الإسلامية الرائدة، التي تناثرت في مدن السعودية المتعددة، لتؤدي منها رسالتها العالمية من أرض مملكة الإنسانية. فالندوة العالمية للشباب الإسلامي مثلاً، أنشئت بمرسوم ملكي أصدره الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في عام 1972 الذي أطلق من المملكة الدعوة إلى لقاء ضم عدداً كبيراً من مندوبي منظمات الشباب الإسلامي في العالم، تحت عنوان: (المنظمات الطلابية الإسلامية ودورها ومشكلاتها)، وكان هذا اللقاء هو نواة ما عرف في ما بعد بالندوة العالمية للشباب الإسلامي، حيث كان من أهم توصيات هذا اللقاء، إنشاء أمانة للمؤتمر مقرها الرياض، مهمتها متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر، وهي هيئة إسلامية عالمية مستقلة وملتقى إسلامي تقوم بالإضافة لعملها بدعم جهود العاملين في المؤسسات الإسلامية في العالم. وفي جدة سكنت الكثير من هذه المنظمات مثل منظمة الإذاعات الإسلامية، التي أنشئت بموافقة من المؤتمر السادس لوزراء خارجية الدول الإسلامية عام 1975. وتعمل المنظمة على إنتاج العديد من البرامج والمسلسلات والأدعية والندوات الإذاعية باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، ولدى المؤسسة عدد من المسلسلات والحوارات والبرامج التلفزيونية باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، وتقوم بدور التدريب لأعضاء من الدول الإسلامية. وفي الجانب الجغرافي، هناك منظمة العواصم والمدن الإسلامية وهي منظمة دولية غير حكومية وغير ربحية أنشئت عام 1980 كمنظمة منتمية لمنظمة المؤتمر الإسلامي تقبل في عضويتها العواصم في الأقطار الإسلامية والمدن في العالم أجمع، ومقرها العاصمة المقدسة (مكةالمكرمة). وتضم في عضويتها 141 عاصمة ومدينة أعضاء عاملين من 54 دولة أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من أربع قارات هي آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا الجنوبية، كما تضم في عضويتها ثماني مدن أعضاء مراقبين من ست دول ليست أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، و14 عضواً مشاركاً من الوزارات والهيئات والجامعات ومراكز البحوث من الأقطار الإسلامية ذات الصلة بأنشطة وأهداف المنظمة، وتعتمد المنظمة استخدام اللغات العربية والانكليزية والفرنسية في أعمالها. وهي تستقي مواردها المالية للمنظمة من اشتراكات الأعضاء السنوية وهبات الأعضاء والأفراد والهيئات والبلديات والحكومات وعائدات استثمارات المنظمة، وتقدم المملكة للمنظمة مساهمة سنوية لقاء اشتراك سبع مدن سعودية في المنظمة، إضافة إلى تبرع مقداره مليون ريال لدعم المنظمة عند إنشائها، ومشاركة في نفقات بناء مقر المنظمة. وقريباً من دور هذه المنظمة تم إنشاء الاتحاد الإسلامي للبواخر الذي قرر مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقد في مكةالمكرمة والطائف في المملكة العربية السعودية إنشاء هذا الاتحاد، وتمت المصادقة على قانون الاتحاد الأساسي خلال المؤتمر نفسه، وهو يقوم بدور تنسيق جهود الأعضاء وتوحيدها لتحقيق التعاون بين الشركات البحرية لغرض تقدم النقل البحري في الدول الأعضاء والاستفادة إلى الحد الأقصى من طاقة أساطيل شركاتها، ويؤكد تشجيع الأعضاء على إنشاء شركات ملاحية مشتركة وإنشاء خطوط ملاحية بين الدول الأعضاء ومحاولة ربط العالم الإسلامي والبلدان الأخرى بشبكة نقل بحري متكاملة، مع تأمين حمولات ورحلات منتظمة ودورية للشحن والمسافرين بين موانئ الدول الإسلامية وغيرها من الدول، ومقره محافظة جدة. وفي الجانب الرياضي، فإن الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي هو الذي يقوم بهذا الدور، وتم تأسيسه طبقاً لقرار صادر عن المؤتمر الإسلامي ال11 لوزراء الخارجية الذي عقد في إسلام آباد في باكستان في 1980، مع قرار آخر صادر عن المؤتمر الإسلامي الثالث للقمة الذي عقد في مكةالمكرمة والطائف في 1981. وهو يؤكد تشجيع التعاون بين الدول الأعضاء في المسائل محل الاهتمام المشترك المتعلقة بالنشاطات الرياضية، مع احترام المبادئ الرياضية وتشجيع الأعمال المرتبطة بالألعاب الأولمبية في العالم الإسلامي، وتوعية الشباب في الدول الأعضاء بأهداف منظمة المؤتمر الإسلامي، ومقر الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي في الرياض، وتسهم المملكة أيضاً في موازناته. وفي الأخير، المؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا التي أنشئت بقرار من مؤتمر وزراء خارجية المنظمة التاسع، تقوم بمهمة التنسيق والتعاون بين الدول الإسلامية في المجالات التكنولوجية ومقرها أيضاً جدة، وبلغت مساهمات السعودية في موازناتها قريباً من 20 مليون ريال.