انقسمت مشاعر المقيمين في العيد، إذ اعتبر البعض منهم أن لا عيد إلا في السعودية، بعدما اعتادوا على أجوائها وطقوسها ولم يعودوا يشعرون بالاستمتاع إلا فيها، فيما تثير أجواء العيد عند البعض الآخر مشاعر الحنين إلى الوطن والاشتياق إلى الأهل والأصدقاء ممن اضطرتهم الظروف لقضاء العيد هذا العام بعيداً عن أرضهم وذويهم، إلا أنهم وفي كل الأحوال يشعرون بفرحة العيد بعد شهر الصوم ويقضونه بين معارفهم من بني جلدتهم. ويفضل أبو عبدالله قضاء العيد مع كفيله الذي يعامله وأسرته كأفراد من العائلة، ويقول: «قضيت بعض الأعياد في بلدي الأم لكن أولادي لم يشعروا بالراحة، وأحسوا بالاختلاف، إذ اعتادوا على العيد في جدة ومع الكفيل الذي لم يشعرنا يوماً بأننا غرباء». أما أبو زياد فيفضل استقدام عائلته في العيد على الذهاب لهم في بلدهم ويقول إن أولاده أحبوا مدينة الملاهي والمولات في جدة حينما زاروها لأول مرة، لذا صارت عائلته التي تأتيه لقضاء العيد معه، ويضيف أنه يقضي أيام العيد في الملاهي والمولات وأماكن التنزه مستغلاً الأيام مع أسرته للترفيه. وتصنع أم زياد الأكلات الشامية لإفطار العيد مؤكدة أنهم لا يشعرون أبداً بالغربة في جدة بل على العكس حيث تزداد فرحة الأولاد بلقاء والدهم وتغيير المكان والأجواء عن بلدهم. وفيما قرر كل أحد من يزور، تبحث في تلك الأثناء أم محمود عن أصدقاء من جنسيتها لقضاء العيد معهم، بحيث أن كل واحد منهم يصنع أكلة معينة للإفطار ويجتمعون مع بعضهم بعضاً حتى لا يشعروا ببعدهم عن بلدهم وأهلهم، وحتى يجد الأولاد أطفالاً في أعمارهم يلعبون معهم، مشيرة الى أن العيد في جدة له أيضاً نكهة خاصة وإن كان الاجتماع بالوالدين والأهل في العيد لا يضاهيه شيء أبداً. وتتحدث سارة إلى أسرتها صباح العيد تخنقها العبرات متمنية الاجتماع بهم وتدعو الله بأن يمد في أعمارهم وتقضي الأعياد في الأعوام القادمة بينهم، موضحة أنها اضطرتها ظروف عمل زوجها لهذا العام لقضاء العيد في مدينة جدة التي لا تعرف فيها سوى أصدقاء قليلين كلهم سافروا للاحتفال مع أهلهم، مشيرة إلى أنها لا تعرف كيف سيكون برنامج العيد هذا العام، خصوصاً أنه لن يكون سواها مع زوجها، لكنها متأكدة أن زوجها سيفعل ما بوسعه حتى لا تشعر أنها بعيدة عن وطنها وبين أهلها.