دخلت المملكة العربية السعودية على خط مواكبة الاتصالات حول الرئاسة اللبنانية، ووصل إلى بيروت مساء أمس موفد سعودي على المستوى الوزاري والسياسي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 8 سنوات، لعقد اجتماعات مع كل الزعامات اللبنانية، قبل انتخاب العماد ميشال عون الضامن الفوز بالأكثرية في البرلمان الاثنين المقبل، في وقت واصل «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه عون، اتصالاته من أجل رفع عدد الأصوات التي ستصب لمصلحته لعله ينجح في الدورة الأولى من الاقتراع (86 صوتاً)، في مواجهة منافسه رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، بينما أعلن رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل «أننا لن ندخل في الصفقة الرئاسية القائمة»، ما يعني عدم التصويت لعون. وبدأ وزير الدولة السعودي للشؤون الخليجية ثامر السبهان لقاءاته فور وصوله بالاجتماع مع رئيس الحكومة تمام سلام مساء، في حضور القائم بالأعمال وليد البخاري، للاستماع إلى تقويمه للمستجدات. وأوضح المكتب الإعلامي لسلام أنه «جرى عرض التطورات في لبنان والمنطقة». وواصل السبهان جولته ليلاً بلقاء الرئيسين السابقين أمين الجميل وميشال سليمان، على أن يلتقي اليوم رؤساء الحكومة السابقين، ومنهم العماد عون، ووزير الاتصالات بطرس حرب وبعض المستقلين، وربما رئيس البرلمان نبيه بري، إذا عاد في وقت مبكر من جنيف، ويواصل جولته غداً السبت على رؤساء الأحزاب والكتل النيابية والقادة الروحيين، على أن يولم على شرفه زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري مساء غد. وكانت آخر مرة زار فيها مسؤول سياسي سعودي لبنان عندما شارك وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل في جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 أيار (مايو) عام 2008، فيما كانت زيارات وزراء آخرين للمشاركة في مؤتمرات اقتصادية. كما أن زيارة السبهان الذي قالت مصادر مطلعة أنه مكلف الملف اللبناني منذ فترة هي الأولى على هذا المستوى منذ تأزم العلاقات مع لبنان في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2015 حين اتخذ وزير الخارجية جبران باسيل موقف النأي بالنفس عن قرار لوزراء الخارجية العرب يستنكر الاعتداء على سفارة السعودية وقنصليتها في إيران. ويترأس الحريري عصر اليوم اجتماعاً لكتلته ثم يظهر ليلاً على شاشة «إل بي سي» من أجل شرح خلفيات قراره دعم عون للرئاسة. ولفت أمس صدور بيان من كوادر «المستقبل» ومناصريه في طرابلس، يتقدمهم النائب السابق مصطفى علوش، يؤيد خيار الحريري رداً على معارضيه، في وقت قالت مصادر في كتلة «المستقبل» ل «الحياة» إن اتصالات الحريري مع عدد من النواب المعارضين خيار عون أدت إلى إقناع بعضهم بتعديل موقفهم وبالتصويت لمصلحة «الجنرال».