يترقب أهالي ذي قار الواقع الامني في مدينتهم بحذر وسط احداث متسارعة على خلفية استمرار استهداف القوات الاميركية الباقية في المدينة بعد انسحاب الفرق المقاتلة، فضلاً عن معلومات استخباراتية اعلن عنها اخيرا ويتداولها الاهالي عن قيام «اليوم الموعود» التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ومجموعتي «عصائب اهل الحق» و «كتائب حزب الله» بعمليات مسلحة بالتزامن مع عمليات اغتيال شخصيات في المدينة واطلاق سراح قادة في تلك المليشيات. وكان الجيش الاميريكي اعلن ان الهجمات التي تعرض لها بالصواريخ والقذائف والعبوات الناسفة في الايام الماضية هي الاعلى منذ شهور. واكد مصدر امني استخباراتي في الناصرية (مركز محافظة ذي قار) ان «هناك خلايا مليشيات نائمة تلقت دعماً خارجياً تستعد للقيام باعمال مسلحة في المدينة». وقال المصدر ل»الحياة» ان «هدف هذه المليشيات زعزعة الوضع الامني في المدينة ولديها خطة تصفيات سياسية ثأرية حيث ستقوم باعمال مسلحة بحجة مقاومة الجنود الاميركيين الباقين في المدينة». واشار الى ان «القوات الاميركية الباقية ليست قتالية لكن الخارجين على القانون واكثرهم ممن افرج عنهم من السجون الاميركية والعراقية اخيراً يعملون ضمن اجندات لا بد من تنفيذها». الى ذلك نفى رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار سجاد شرهان الاسدي اتهامه للواء اليوم الموعود بإحداث عمليات مسلحة في الناصرية. وقال الاسدي إن «الأجهزة الاستخبارية نقلت هذه المعلومات إلى مجلس المحافظة الذي أوعز رئيس المجلس بنشرها في وسائل الإعلام ولم يتأكد من صحتها بعد» مضيفا إن» الأجهزة الأمنية في ذي قار قادرة على ضبط الأمن والسيطرة على أي بقعة من المحافظة». واكدت مصادر امنية في وقت سابق تزايد نشاط «كتائب حزب الله» المسلحة في ذي قار. واشار رئيس مجلس عشائر الاسناد في الناصرية الشيخ صكبان الخفاجي الى ان «عناصر كتائب حزب الله واليوم الموعود تعرفهم الجهات الامنية واذا كانت هنالك بوادر بلبلة امنية لماذا لا تعتقلهم الشرطة». وقال الخفاجي ل»الحياة» ان «المؤشرات الاولية تؤكد ان هناك بوادر حوادث امنية ستحصل في المستقبل القريب في المدينة لكن في الوقت نفسه هنالك استعدادات امنية قوية». واضاف ان «العشائر تقف مع القوات الامنية لكن المشكلة ان عناصر المليشيات جميعهم ابناء مناطقنا». واشار الى ان «القلق والخوف يزدادان يوما بعد يوم لدى الاهالي بسبب تزايد نفوذ المليشيات». ويرى المحامي لطيف جابر ان «الحكومة العراقية هي التي تتحمل مسؤولية تردي الوضع الامني في الناصرية لكونها هي من تفرج عن المجرمين المعتقلين في السجون لديها». وقال جابر ل»الحياة»: «نعلم ان جميع من القي القبض عليهم هم مرتكبو جرائم قتل وتهجير وسرقة وغيرها لكن التجاذبات السياسية جعلت الفرج يأتي لمعتقلي المليشيات المتنفذه في المدينة». واشار الى ان «قادة المليشيات بدأوا يستيعدون نفوذهم وسطوتهم المسلحة ويثيرون الرعب في صفوف المواطنين الامنين». واتخذت الحكومة المحلية اجراءات احترازية وقررت قيادة الشرطة فتح جميع شوارع المحافظة المغلقة لإغراض أمنية تزامناً مع فتح منظومة كاميرات حديثة منتشرة على غالبية شوارع المحافظة ومركز المدينة. وقال الناطق الإعلامي باسم شرطة المحافظة العقيد مرتضى شحتور ان «قيادة شرطة ذي قار أكملت نصب منظومة الكترونية وكاميرات حديثة في شوارع مدينة الناصرية الرئيسية وفتح جميع شوارعها التي أغلقت في وقت سابق».