تولي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ انشاءها اهتماماً كبيراً بالآثار والمحافظة عليها وتفعيل مساهمتها في التنمية الثقافية والاقتصادية، ومن هذا المنطلق أعلن رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان مطلع العام 2015 تقدم الهيئة بطلب تسجيل 10 مواقع أثرية في السعودية ضمن قائمة التراث العالمي التابعة إلى «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونسكو)، بعد نجاحها في إدراج أربعة أخرى ضمن القائمة على مدار سبع سنوات، الأمر الذي يمثل جزءً مهماً ضمن مشروع العناية بالتراث الحضاري للمملكة. وتتوزع المواقع ال10 في جميع أنحاء المملكة وتعود إلى فترات تاريخية مختلفة وهي كالآتي: قرية «الفاو» عاصمة مملكة كندة الأولى، تقع على بعد 700 كيلومتراُ جنوب غربي الرياض، في المنطقة التي يتقاطع فيها وادي الدواسر مع جبال طويق عند ثغرة في الجبل تسمى «الفاو»، واتخذها الكنديون عاصمة لملكهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الرابع الميلادي، وتعتبر من أهم المواقع الأثارية لما تجسده من مثال حي للمدينة العربية قبل الإسلام بكل مقوماتها. وكشفت التنقيبات الأثارية عن وجود مدينة متكاملة بتنظيمها ومرافقها المعمارية والخدمية فضلاً عن الآثار المنقولة الأخرى التي عكست مدى ما وصلت إليه المدينة من تطور اقتصادي وسياسي واجتماعي. سكة حديد الحجاز تمّ بناء خط سكة حديد الحجاز بأمر من السلطان عبد الحميد الثاني العام 1900، بهدف توفير وسيلة نقل حديثة للحجاج تقلهم من آسيا وأوروبا والشام إلى الأراضي المقدسة، وتوجد على مسار السكة عدد من المحطات أبرزها محطة تبوك ومدائن صالح والمدينةالمنورة، إضافة إلى عدد من الجسور. «درب زبيدة» وهو طريق الحج الكوفي الذي يمتد من الكوفة إلى مكةالمكرمة، وسمي بهذا الاسم نسبةً إلى زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة هارون الرشيد، ويرجع تاريخه إلى ما قبل الإسلام، لكن أهميته ازدادت بعد الإسلام، فأخذ في الازدهار حتى بلغ ذروته في عهد الخلافة العباسية. طريق الحج الشامي وهو أقدم طريق سارت عليه قوافل الحجاج المسلمين بعد طريق مكة - المدينة، ويربط دمشقبالمدينةالمنورة، وكان يسمى في فترة صدر الإسلام بطريق «التبوكية»، ويمر بعدد من المنازل والمحطات أهمها: ذات الحاج، تبوك، الأخضر، المعظم، الأقرع، الحجر، والعلا. طريق الحج المصري يربط مصر بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ومن خلاله كانت تفد جموع المسلمين الحجاج القادمين من مصر والسودان ووسط أفريقيا وبلاد المغرب والأندلس وصقلية، إذ يجتمعون في مصر ومنها عبر سيناء إلى العقبة ثم يسيرون عبر مسارين أحدهما داخلي يتجه إلى المدينةالمنورة والآخر ساحلي يتجه إلى مكةالمكرمة. قرية «رجال ألمع» تقع القرية في منطقة عسير، وكانت تربط بين القادمين من اليمن وبلاد الشام مروراً بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وهو ما جعلها مركزاً تجارياً مهماً في المنطقة، وتتكون من حوالى 60 قصراً بنيت من الحجارة الطبيعية والطين والأخشاب. «بئر حمى» تقع بين نجرانووادي الدواسر، وكان موقع «بئر حمى» معبراً لطرق القوافل التجارية في الجزيرة العربية، وترجع أثار الموقع إلى عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية القديمة، وتتميز المنطقة بانتشار الرسوم الصخرية المتنوعة والكتابات على صفحات جبالها، ويضم الموقع عدد من المنشآت الحجرية والمقابر الركامية والآبار الأثرية. قرية «ذي عين» من القرى القديمة التي يعود تاريخها إلى نهاية القرن العاشر الهجري، وتقع جنوب غربي الباحة على بعد 24 كيلومتراً، وبنيت على قمة جبل وتضم 312 منزلاً ومسجدا، شيدت من الحجارة المصقولة، وتتميز بتراثها العمراني الفريد وتكوينها البيئي وإطلالتها الخلابة على المزارع التي تحيط فيها. حي الدرع في دومة الجندل يقع حي الدرع الذي يمثل نموذجاً فريداً للتخطيط المعماري في مركز البلدة القديمة في دومة الجندل التي يرجع تاريخها إلى الفترة النبطية (القرنين الأول قبل الميلاد والرابع الميلادي)، إلى جانب قلعة مارد ومسجد عمر، وهو أهم أحياء البلدة وأقدمها. وتعتبر دومة الجندل واحدة من أهم المراكز الحضارية في الجزيرة العربية في عصور ما قبل الإسلام والعصور الإسلامية. واحة الأحساء تعتبر محافظة الأحساء من أكبر واحات النخيل الطبيعية في العالم، وتتمتع بموقع جغرافي مهم أهّلها للعب دور كبير في تاريخ المنطقة، وكانت لها صلات حضارية مع العالم القديم في الشام ومصر وبلاد الرافدين، فهي بوابة شبه الجزيرة العربية مع العالم الخارجي وجسر التواصل بين الخليج وشبه القارة الهندية، وتشمل العديد من المواقع التراثية المهمة منها: مسجد جواثى أحد المساجد الأولى في الإسلام، وقصر إبراهيم الأثري وقصر صاهود، وقصر محيرس، و قصر أبو جلال، وميناء العقير، وجبل القارة، وسوق القيصرية. يذكر أن المواقع الأربعة التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي هي بحسب تاريخ تسجيلها: «مدائن صالح» (مدينة الحجر) العام 2008 و«حي الطريف» في «الدرعية التاريخية» العام 2010 و«جدة التاريخية» العام 2014 و الرسوم الصخرية في حائل العام 2015.