وقع رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، في مكتبه بقطاع التراث الوطني في «مركز الملك عبدالعزيز التاريخي» بالرياض أول من أمس (الأحد)، مع وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني سليمان الحمدان، اتفاقاً للتكامل بين الهيئتين، في حضور أعضاء مجلس إدارة الهيئة. وعبّر رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في تصريح صحافي إثر توقيع الاتفاق، عن تقديره «للشراكة الفاعلة والمميزة التي ارتقت لتصبح تكاملاً بين الهيئتين، لتحقيق الأهداف المشتركة في الاقتصاد وخدمة المواطنين»، منوهاً بما أثمره من منجزات ملموسة، ولا سيما في ما يتعلق بإنشاء مطارات في عدد من المناطق والوجهات السياحية الرئيسة. وأشاد بجهود إنشاء وتطوير منظومة من المطارات المتطورة في المملكة، ما سيسهم في دعم الحركة السياحية في المناطق. وأضاف الأمير سلطان بن سلمان أن هيئة السياحة أصبحت ممثلة بأعضاء في مجلس إدارة هيئة الطيران المدني، كما سيتم تمثيل الطيران المدني في مجلس إدارة هيئة السياحة قريباً. وقال: «إن التعاون بين الهيئتين سيشهد نقلة مهمة بعد توقيع اتفاق التكامل، الذي يشمل برنامج عمل تنفيذي لعدد من الأنشطة والمشاريع المهمة». وتابع: «إن هذه هي المرة الأولى التي نسميها مذكرة تكامل وليس اتفاق تعاون»، مؤكداً أن «هيئة السياحة بدأت منذ ثلاث سنوات مرحلة جديدة في تعزيز علاقات التكامل مع الشركاء في شكل أكبر». وزاد الأمير سلطان بن سلمان: «إن تعاوننا مع وزارة النقل وهيئة الطيران المدني كبير، وبينا اتصالات مستمرة، ونحرص دائماً على تعزيز علاقات الشراكة، وهذا هو نهج الهيئة منذ إنشائها، إذ بدأنا توقيع اتفاقات تعاون مع المؤسسات الحكومية»، مشيراً إلى أن «منهجية الشراكة بين القطاعات الحكومية أصبحت أسلوباً إدارياً استنسخته كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية واعتمدته الدولة بعد أن أثبتت الهيئة نجاحه». وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تعمل مع وزارة النقل على منظومة ضخمة لتهيئة الطرق والمواقع لخدمة السائح المحلي وخدمة المواطنين قبل كل شيء، وأيضاً لتطوير القطاع وتنمية الاقتصاد وتعزيزه، إلى جانب التعاون في مجال الطرق ومشروع «استراحات الطرق» الذي تبنته الهيئة، وعملت عليه مع وزارة الشئون البلدية والقروية، ووزارة النقل ووزارة الداخلية، مؤكداً أنه تم تأهيل منظومة من ست شركات للعمل في هذا القطاع وأفاد الأمير سلطان بن سلمان بأن «هيئة السياحة تعمل مع هيئة الطيران المدني على محاور عدة في إنشاء وتطوير مطارات، وفقاً لاستراتيجية السياحة الوطنية، إذ تم إنشاء مطارات مثل مطار الأمير عبدالمجيد في العلا، والآن نعمل على إنشاء مطارات محلية أخرى في وجهات سياحية وتراثية مهمة، إلى جانب عمل هيئة الطيران المدني حالياً لتطوير المطارات الدولية، التي استشرفنا من خلالها مرحلة الترانزيت ومرحلة نمو السياحة، والتي قدمتها الهيئة في استراتيجية التنمية السياحية المقرة من الدولة عام 1425ه، وسبق أن نادينا بها منذ ما يزيد على خمس سنوات». من جهته، أكد وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني سليمان الحمدان أن العلاقة بين الهيئتين تكاملية، مشيراً إلى أن اتفاق التعاون الذي تم توقيعه هو توثيق لهذه العلاقة التكاملية. وقال: «إن هيئة الطيران المدني مسؤولة عن كثير من مطارات المملكة، وستكون خير رافد لكثير من المبادرات لهيئة السياحة والتراث الوطني في دعم برامجها وتنمية السياحة المحلية في قطاعات المملكة ومناطقها كافة، ونحن نسعى إلى أن نكون خير داعم لتوجه هيئة السياحة»، لافتاً إلى أنه «تم ضم ممثل لها في مجلس إدارة هيئة الطيران، بهدف التواصل مع الهيئة والاطلاع على برامجها وكثير من مبادراتها من قرب». وشدد الحمدان على «علاج أوضاع كثير من الرحلات في شكل كامل، وإن لم نصل إلى الاكتفاء الكامل فهناك رغبة أكيدة من جانب الطرفين بأن يكون هناك إمكان لتوفير كثير من الرحلات في مواسم الإجازات، وخصوصاً لبعض المناطق التي تستحق زيادة الرحلات بالنسبة إليها، ولتلبية الطلب الكبير على السياحة الداخلية، الذي نلمسه بوضوح في السنوات الأخيرة». ويتضمن الاتفاق برنامج عمل تنفيذي يشمل حض شركات الطيران الوطنية والمحلية على تكثيف الرحلات الداخلية بين مناطق المملكة المختلفة على مدار العام، وخصوصاً في أوقات الذروة والمواسم السياحية، وذلك لتسهيل زيارة مناطق المملكة، التي تتمتع بكثير من الوجهات السياحية والتراثية. وفي مجال سياحة المعارض والمؤتمرات، تدعم هيئة الطيران المعارض التي تنظمها هيئة السياحة، وتقدم خدمات خاصة في صالات الوصول والمغادرة للمشاركين في المعارض (أثناء إقامة المؤتمرات). وفي مجال تشجيع الاستثمار السياحي، تقوم الهيئتان بتشجيع المستثمرين على الاستثمار في إنشاء فنادق وصالات عرض ومؤتمرات، ضمن مشاريع مدن المطارات، إضافة إلى العمل على دعم السياحة الإلكترونية وحض شركات الطيران على الإسهام فيها، والمشاركة في الاستثمار في تنمية الموارد البشرية، من خلال دعم البنى التحتية للتعليم والتدريب، وحفز الاستثمار في الوجهات السياحية الواعدة، من خلال تنفيذ مطارات محلية قريبة منها، إذا توفرت الحاجة والجدوى، وبحث إمكان اعتماد مهابط طائرات مائية للجزر التي سيتم تطويرها سياحياً، وبحث إمكان اعتماد مهابط طائرات في بعض المدن التي لا تتوفر فيها مطارات، والتي تتمتع بجذب سياحي، وإيجاد مناطق تسوق داخل المطارات الدولية. وفي ما يتعلق بتنظيم الرحلات السياحية، تقدم هيئة الطيران التسهيلات لمنظمي الرحلات السياحية وتمنح أسعاراً تشجيعية للذين يرغبون في إنشاء منصات عرض ومكاتب للخدمات السياحية الداخلية في صالات الوصول بالمطارات، والسماح بتسويق برامج الرحلات السياحية الداخلية من خلال منصات خدمات إلكترونية ومنصات موقتة، قبل بداية المهرجانات والفعاليات في المطارات في شكل مستمر، واستفادة هيئة الطيران من الخدمات التي يقدمهما منظمو الرحلات السياحية المرخصون من الهيئة، عند استضافة الوفود والضيوف الخاصين بها. ووفقاً للاتفاق تتعاون الهيئتان في تبادل الإحصاءات وقواعد المعلومات المشتركة بأعداد المسافرين والقادمين ووجهاتهم، وإيجاد مواقع لمراكز المعلومات السياحية داخل المطارات كافة، وتقديمها مجاناً. كما يشمل الدعم المتنوع من هيئة الطيران للمهرجانات، التي تنظمها هيئة السياحة في مناطق المملكة، وإدراج الروزنامة السياحية، ونشر معلومات المهرجانات في المكاتب التنفيذية، وصالات خدمات الركاب في المطارات، والشاشات المرئية، والإعلانية في المطارات، إضافة إلى إشراك الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لهيئة الطيران في نشر رسائلها وبرامجها في برامج المهرجانات. تخصيص أماكن لعرض وبيع المنتجات الحرفية في المطارات تضمن الاتفاق التعاون بين الجهتين على إبراز التراث العمراني، من طريق النشرات والأفلام والمطبوعات، وتخصيص أماكن لعرض وبيع المنتجات الحرفية والصناعات اليدوية في صالات المغادرة والقدوم في المطارات، فيما تعمل هيئة الطيران على أن تكون الهدايا المقدمة لضيوفها من المنتجات السعودية الحرفية. ويشمل الاتفاق أيضاً التعاون بين الجهتين لتقديم دورات تدريبية لمنسوبي هيئة الطيران والجهات العاملة في المطارات لكيفية التعامل مع السائح، ووضع معايير جودة خاصة بسيارات الأجرة العاملة في المطارات وخدمات تأجير السيارات، للارتقاء بالخدمة المقدمة للزوار والسياح القادمين عبر المطارات. ويشمل الاتفاق التعاون بين الجهتين لإبراز أهمية الآثار والمواقع التراثية، والمحافظة عليها من طريق النشرات والأفلام والمطبوعات، وإسهام هيئة الطيران في مشروع إنشاء متحف النقل والمواصلات، وتخصيص مواقع لعرض مُستنسخات من بعض القطع الأثرية والتاريخية في مواقع تُخصص لهذا الغرض في عدد من المطارات، وإبراز صور للمواقع والمباني الأثرية والتراثية، والمواقع الوطنية، والطبيعية والسياحية، والمعالم التاريخية والحضارية، في صالات المطارات وعلى الجسور المتحركة ومداخل ومخارج المطارات، وضمن البرامج المرئية للطائرات التابعة للشركات الوطنية، والشركات الأخرى العاملة، أو التي ستعمل بين المطارات الداخلية في المملكة.