رويترز، أ ف ب - علمت «الحياة» أن بعض العقبات الرئيسة التي كانت تعترض الدول المنتجة للنفط للتوصل إلى اتفاق بشأن استقرار الاسواق بدأت تنحل، ومن بينها الاتفاق على الفترة الزمنية التي يمكن تجميد الإنتاج فيها، وتتجه الآراء بين 6 أشهر إلى سنة، وكذلك مستويات الإنتاج. وأشارت المصادر إلى أن من بين المسائل العالقة، الدول التي ستنضم إلى الاتفاق من خارج «أوبك»، إضافة إلى حصص بعض الدول الكبيرة مثل روسياوإيرانوالعراق والسعودية، مبينين أن العراق لا يزال يرفض الاعتراف بالمصادر الثانوية للإنتاج، في الوقت الذي تحاول فيه الوساطة القطرية والفنزويلية إقناعه القبول بها. ويبلغ إنتاج العراق من النفط، بحسب نائب وزير النفط العراقي فياض النعمة، أول من أمس، 4.774 مليون برميل يومياً، وإن حجم الصادرات بلغ 3.87 مليون برميل يومياً. وأضافت المصادر إلى أن الاجتماعات المتواصلة لوزراء الطاقة في الدول المنتجة للنفط خلال الفترة الماضية حلحلت الكثير من المسائل العالقة، كما أن خيار تحديد فترة زمنية للتجميد وتقليل الإنتاج أتاح مرونة كبيرة للدول المترددة في إبداء مرونة في الاتفاق. وأوضح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، بعد يوم من لقاء مع وزراء الطاقة والنفط الخليجيين، أنه وثق بأن الدول المنتجة للنفط ستتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن تجميد حجم الإنتاج. مبيناً أنه يتم النظر بحصة كل بلد، وفي نفس الوقت، بما أن بلدانا من خارج أوبك تشارك في هذه الأعمال المشتركة، يتم البحث من أجل إشراك بلدان أخرى رائدة بالتصدير، البلدان المنتجة في أمريكا اللاتينية وأوروبا وروسيا تشارك بها، ويتم بحث تفاصيل هذه الآلية في البرلمان. أنا واثق من أننا سنتفق. وقال نوفاك في اجتماع «حوار الطاقة روسيا-أوبك» المنعقد في فيينا أمس: «إن خفض إنتاج الخام في الأجل القريب قد يقلل التقلبات في السوق»، مشيراً إلى أن استهلاك النفط والغاز سينمو في المستقبل. من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة «أوبك» محمد باركيندو: خلال «حوار الطاقة أوبك - روسيا»: «إن روسيا تلعب دوراً مهماً للغاية في التغلب على التحديات التي يواجهها العالم في قطاع الطاقة». يذكر أن منظمة «أوبك» اتفقت خلال اجتماع غير رسمي بالجزائر في 28 أيلول (سبتمبر) الماضي، على تجميد إنتاج النفط بين 32.5 مليون و 33 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع أن يتخذ القرار النهائي خلال اجتماع «أوبك» المقبل في فيينا المقرر عقده في 30 تشرين الثاني (نوفمبر). وكانت «أوبك» أعلنت أول من أمس «خارطة طريق» تكثف المفاوضات بين دولها والمنتجين من خارجها للوصول إلى اتفاق قبل اجتماعها المقبل في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في فيينا، فيما أكدت السعودية أن اتفاق المنتجين من داخل وخارج «أوبك» أصبح أقرب من أي وقت مضى، مبينة أن التعاون مع روسيا يمضي قدماً نحو تحقيق اتفاق يعزز استقرار الأسعار في الأسواق العالمية. وأوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد الفالح أن وجهات النظر بين المملكة وروسيا، أكبر منتج للنفط في العالم، في شأن الحاجة إلى تحقيق الاستقرار قطعت شوطاً مهماً وانتقلت بالعلاقات إلى التعاون. وقال الأمين العام ل«منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) محمد باركيندو أمس إن من الضروري أن يتصدى المنتجون من المنظمة وخارجها لمشكلة الطاقة الإنتاجية الفائضة في سوق النفط، فيما أشار وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إلى أن بلاده و «أوبك» تعززان التعاون إذ ناقشتا كيفية مساهمة موسكو في دعم التثبيت أو الخفض المتحمل لإنتاج النفط، الى جانب إجراءات مشتركة محتملة لتحقيق ذلك. وشدد باركيندو على هامش اجتماعه في فيينا بنوفاك إلى أن روسيا شريك حيوي في التصدي لتحديات صناعة الطاقة وأن كلا الجانبين ملتزم بإعادة الاستقرار لأسواق النفط إن خفض إنتاج الخام في الأجل القريب قد يقلل التقلبات في السوق. وذكر على هامش الاجتماع الذي شارك فيه وزير الطاقة القطري محمد السادة الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة، أن الوضع بسوق النفط كان محل نقاش مع باركيندو. وقال نائب وزير النفط الإيراني أمير حسين زماني نيا إن طهران مستعدة لتشجيع الأعضاء الآخرين في «أوبك» على المشاركة في خطة تثبيت الإنتاج من أجل تحقيق الاستقرار في سوق النفط. ونقلت وكالة «إرنا» عنه قوله: «إيران مستعدة لمساعدة أوبك في تحقيق التوازن لسوق النفط... نعتقد بأن سعر النفط عند 55 - 60 دولاراً للبرميل هو سعر عادل لجلب الاستقرار إلى السوق». ووصل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الى الدوحة، المحطة الثانية له في الخليج بعد الرياض حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للبحث في سبل إعادة الاستقرار إلى أسواق النفط. وقال وزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي أول من أمس إنه ينبغي إعفاء بلاده مع قيود الإنتاج لأنها في حاجة إلى الدخل في وقت تخوض فيه حرباً ضد تنظيم «داعش». وتابع في لقاء مع صحافيين أن العراق يخوض حرباً شرسة مضيفاً أنه ينبغي إعفاء البلد ونيجيريا وليبيا. وطلبت إيران وليبيا ونيجيريا التي تضرر إنتاجها نتيجة العقوبات والصراعات إعفاءها من خفض الإنتاج. وواجهت أسعار النفط ضغوطاً بعد موقف العراق لكن موقف إيران حد من الضغوط. وارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة ستة سنتات إلى 51.84 دولار للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي خمسة سنتات إلى 50.80 دولار للبرميل.