يبدأ مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعات في فيينا اليوم، لمناقشة تطورات الملف النووي الإيراني ورفض طهران السماح لمفتشي الوكالة بمواصلة مهماتهم في منشآتها. ويدرس المجلس الذي تتمثل فيه 35 دولة، تقريراً تلقاه من المدير العام للوكالة يوكيو امانو، يتهم طهران بمواصلة تخزين اليورانيوم المخصب بنسب تراوح بين 5 و 20 في المئة، ما يشكل تحدياً لقرارات مجلس الأمن الذي طالب طهران بوقف التخصيب. كما يتهم التقرير طهران بعدم ابلاغ الوكالة بمشاريع بناء عشرة مواقع جديدة للتخصيب اعلن عنها الشهر الماضي رئيس الوكالة الذرية الإيرانية علي اكبر صالحي. ورأى ديبلوماسيون غربيون في فيينا ان رفض طهران التعاون مع المفتشين، يشكل تطوراً خطراً، كونه يعوق عملية التحقق من طبيعة برنامجها النووي. كذلك يتوقع ان يناقش مجلس حكام الوكالة في اجتماعاته التي تستمر على مدى ايام، البرنامج النووي السوري، والمطالبات بنزع الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. من جهة أخرى، رأى السناتور ميخائيل مارجيلوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ان «الدهاء» أمر مطلوب في التعامل مع ايران «الصعبة». وقال مارجيلوف إن الدعم الروسي للطاقة النووية في ايران يهدف الى تشجيعها على الالتزام بقواعد التسلح العالمية، مضيفاً أن «الإسلاميين المتشددين في طهران ردوا بالطريقة المثلى على أسلوب التعامل الديبلوماسي الذي يتسم بالهدوء والدهاء وليس الأسلوب الذي يتسم بالخشونة». وأضاف في اجتماع في معهد الدراسات الدولية في جنيف: «لا اوهام لدينا على الإطلاق في شأن طبيعة النظام الإيراني». ووصف السناتور الروسي الجمهورية الإسلامية بأنها «جارة صعبة»، مؤكداً ان موسكو لا تملك جدول أعمال خفياً، في بناء أول مفاعل ايراني للطاقة النووية ولا في توريد الوقود له. وأشار مارجيلوف الى عامل حساس في النهج الذي يتبعه الكرملين مع ايران وهو القلق بشأن احتمال حدوث أعمال تخريب بين الاقليات المسلمة في روسيا. وقال «صدقوني ما زلنا لا نعرف عدد المعسكرات الرياضية الاسلامية التي نشروها (الايرانيون) في تتارستان وباشكورتوستان والقوقاز». وزاد «ممارسة السياسة في الدول الشرقية أمر صعب ونحن ندرك ذلك». كروبي من جهته، أكد الزعيم الإصلاحي الإيراني رئيس البرلمان الأسبق مهدي كروبي في مقابلة مع قناة «العربية» بثتها ليل أمس أن السلطة الإيرانية «ترى أن استمرار حكمها رهن بافتعال أزمات على الصعيد الدولي. أما على الصعيد الداخلي فهي تعمل على تأزيم الأمور ولا تعمد إلى حل الأزمات الاقتصادية وغير الاقتصادية التي يعاني منها الشعب». وشدد كروبي على أن «الحركة الخضراء مستمرة طالما عبّرت عن إرادة الشعب الإيراني وبقي هذا الشعب داعما لها»، مضيفا أن «الشعب هو الذي مكّن الإمام الخميني من النصر ولولا الشعب لما استطاع فعل أي شيء». واعتبر ان الازمة المستمرة في ايران تعود الى نشاط الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات، قائلا «الأمور الآن بيد الحرس الثوري. الحرس يقوم بهذه الأمور فضلا عن جانب من وزارة الاستخبارات. ويجب التأكيد هنا أنه عندما أذكر اسم كل من المؤسسيتين فأقصد جزء منهما ولا أقول كل منتسبي الحرس أو الاستخبارات». وأوضح كروبي أنه يعرف سجينا انتزع منه المحققون في السجن اعترافات ضده بعد تمريغ رأسه في المرحاض. ولم يكشف كروبي اسم السجين السياسي الذي تعرض إلى التعذيب بهذا الأسلوب لكنه أوضح أن» أسرة السجين الذي انتزعوا منه اعترافات ضدي تأثرت كثيرا». وفي رده على سؤال حول صحة المعلومات التي وردت عن تعذيب حمزة كرمي المقرب من مهدي هاشمي نجل رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، قال «سمعت أن هاشمي رفسنجاني بكى عند ما سمع بما حل بحمزة كرمي، وأن مرشد الجمهورية قد تألم و أمر بمتابعة الموضوع». وحمزة كرمي هو من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني سابقا لكنه دعم ترشيح مير حسين موسوي في الانتخابات الماضية و قد تناولت وسائل الإعلام الإيرانية أخيرا رسالة وجهها إلى مرشد الجمهورية الايرانية أكد فيها أنه تعرض إلى التعذيب طوال 14 شهرا من اعتقاله قائلا إن «المحققين كانوا يغطسون رأسه في مرحاض مليء بالفضلات البشرية ليعترف بوجود علاقات بينه وبين بنات وزوجات بعض قادة المعارضة». على صعيد آخر، حسم مدعي طهران عباس جعفري دولت أبادي جدلاً حول امكان اطلاق المعتقلة الأميركية سارة شورد التي اعتقلت مع اثنين من مواطنيها بتهمة «التجسس»، وقال ان القضاء الإيراني قرر الإفراج عن شورد لقاء كفالة مالية قيمتها 500 الف دولار اميركي، بسبب مرضها وحاجتها الى رعاية طبية، نافياً وجود صفقة وراء هذا القرار. وأعلن ان الأميركية التي يعتقد انها تعاني من مرض السرطان والاكتئاب، تستطيع السفر، لكن ذلك «لن يسقط حق ايران في محاكمتها» على غرار رفيقيها شاين باور وجوش فتال. ويتوقع ان يسدد محامو السفارة السويسرية في طهران التي ترعى الشؤون القنصلية الأميركية، قيمة الكفالة، لتتمكن شورد (32 سنة) من السفر في غضون ساعات.