شن اللواء جميل السيد هجوماً عنيفاً على رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والمحكمة الخاصة بلبنان، مخاطباً اياه بالقول: «اقسم بشرفي ان لم تعطني حقي، سآخذه منك يوماً ما بيدي». وأعلن أن الحريري سيفاجأ بمذكرات توقيف غيابية سورية بحق 32 شخصية سياسية وإعلامية، ودعا الى محاسبة المدعي العام سعيد ميرزا والقاضيين صقر صقر والياس عيد والمحقق الدولي ديتلف ميليس، قائلاً انهم تواطئوا على التحقيق، وقال: «يجب اعدام كل هذه التركيبة». واعتبر السيد في مؤتمر صحافي عقده أمس، أن «البحث عن الحقيقة عبثي اذا لم يحاسب شهود الزور»، مطالباً الحريري باعتبار «المحكمة الدولية منتهية الوظيفة، لأنها قامت على اتهام سياسي مستند الى شهود زور»، كما خاطبه قائلاً: «الناس اعطوك ثقة عمياء، بينما وضعت اشخاصاً في السجون. حرضت السنّة ولبنان كله في ساحة البرج. أنت بعت دم والدك، وسقط حقك في المطالبة بالمحكمة الدولية والتحقيق وأي شيء آخر، عندما تلاعبت بالحقيقة. انت لعبت بمصير البلد اربع سنوات، لا حق لك بأن تجرب مرة اخرى بأحد آخر. فلتطو الملف، وتقول ابي مات، وينتهي الموضوع، وتقول انه لم يعد هناك محكمة، نحن اخطأنا. انا بعت دم ابي لسياسة كانت تريد شرق اوسط جديداً». وقال: «انت تعرف مسبقاً و(فؤاد) السنيورة ومن معك انكم كنتم تزوّرون. اتيتم الى بيتي بواسطة الألمان لتقولوا لي: قل للرئيس (بشار) الأسد ان يقدم ضحية، وعندما قلت انني لن اذهب (الى الشام) اذا لم يكن هناك دليل، قالوا قدم انت ضحية. طيب يا سعد الحريري، لو قدر شهود الزور ان يبلفوا المحكمة الدولية، ولو قبلت انا في تلك الفترة، هل كنت لتعتذر، ام كنت ترقص في دمشق مع الحاكم الجديد؟»، وأضاف: «انا اعرف كيف اشتريتم السوليدير، هذه ارض مغتصبة، ووالدك لا يجب ان تدفنه في ارض مغتصبة». وعن شهود الزور، لفت الى أنه اذا اعتبر مجلس الوزراء ان هناك صلاحية للقضاء اللبناني لمحاسبتهم «سيكون عندي دعوى هنا»، لكنه شدد على ان يوضع «ميرزا وعيد وصقر وأشرف ريفي ووسام الحسن بالتصرف الى حين انتهاء التحقيق وثبوت عدم او وجود دور لهم بحسب الأصول (...) وإلا لن العب هذه اللعبة». وكشف السيد أنه كان يعلم باتهام «حزب الله» باغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل اسبوعين من تسريبه الى مجلة «ديرشبيغل»، وقال: «في 10 ايار بعد اسبوعين من اطلاقي، جلست مع السيد حسن نصر الله. اخبرنا اموراً عدة من ضمنها: قبل أن تخرج بشهرين، كنا على تواصل مع الشيخ سعد الحريري الذي كان يقول ان عناصر من القاعدة مخترقون من المخابرات السورية قتلوا والدي. (... لاحقاً) كان معه شخصان استأذن الحريري وبقي وحده مع السيد، قال له: بالنسبة الى الاغتيال، يظهر ان هناك اشارات عنوانها انه يمكن يكون عناصر غير منضبطة من حزب الله مخترقة من المخابرات السورية، ورد السيد بالكلام اللازم. كان هذا الكلام في 10 ايار 2009. في اليوم التالي قلت ان السيد لن يسير بها، فلأسربها انا. طلبت من محاميّ انطوان قرقماز في باريس ان يخبر مكتب القاضي دانيال بلمار ان هناك محاولة في لبنان مماثلة لفترة ميليس عنوانها عرض ضحية وعناصر غير منضبطة». وتابع السيد: «صحيح ان شهود الزور عددهم قليل وبينهم سوريون، لكن تعرف لجنة التحقيق الدولية وبلمار وبراميرتز ان هؤلاء وراءهم دولة فيها الحريري والسنيورة وريفي ووسام الحسن وميرزا، ووجدت المحكمة انها اذا كانت ستحاسب شهود الزور فإنها ستصل الى اولئك. المحكمة ليست بمعزل عن التأثير السياسي»، داعياً بلمار كما رئيس المحكمة انطوان كاسيزي إلى الاستقالة أيضًا «كي لا يسقطوا الحد الأدنى الذي يملكانه من الشهامة». وطالب الحريري ب «الخضوع لآلة كشف الكذب ليؤكد انه ليس هو من مول شهود الزور ورعاهم»، داعياً اياه الى أن «لا يتصرف صغيرًا كالصغار الذين حوله، بل أن يكون كبيرًا كما الرئيس بشار الأسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز»، وقال له: «إذا أردت أن تكون جلالة الرئيس عليك أن تتصرف كجلالة الملك»، ودعا مصر إلى أن «تسحب أحد ديبلوماسييها من لبنان المدعو أحمد حلمي، لأنه يقابل لبنانيين ويقول لهم إنه يتكلم بإسم عمر سليمان وأن مصر ستقاتل السوريين في لبنان». وتحدث عن ضباط في الأمن العام مقربين منه «تم التنكيل بهم»، وقال: «لا احد من هؤلاء الضباط وبينهم اربعة مسيحيين يعرف ضابطاً سورياً واحداً، بينما زلمتك وسام الحسن عم يتجرجر على صباط رستم غزالي».