نفذت قيادة الشرطة في محافظة ذي قار حملة أمنية لمنع الصيد الجائر للطيور المهاجرة نظراً إلى تأثيره السلبي في إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي. وقال قائد الشرطة حسن الزبيدي ل «الحياة» إن «القوات نفذت حملة أمنية في مناطق الأهوار لوقف عمليات الصيد الجائر بحق الطيور المهاجرة التي تستقر في المحافظة، ويسعى الصيادون إلى صيدها على رغم القرارات الحكومية منع ذلك في بعض المواسم». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية في ذي قار أولت هذا الموضوع أولوية قصوى هذا العام، بسبب انضمام الأهوار إلى لائحة التراث العالمي، وهذا يعني أن هذه المخالفات ستكون مرصودة أكثر من السابق، وبالتالي تؤثر في موقف العراق استمرار بقاء المنطقة ضمن الرعاية العالمية». وتابع أن «الشرطة ستتخذ إجراءات رادعة وستفرض غرامات فضلاً عن العقوبات التي تطاول الصياد الذي يخرق القانون، بالإضافة إلى أن الحملة تتضمن مراقبة عملية الصيد وفق السياقات المسموح بها، حيث ستقوم الدوريات بالتأكد من سلامة الصيادين، فضلاً عن التدقيق الرخص في هذه المناطق التي تشهد الكثير من الخروق». وينص قانون حماية الحيوانات البرية العراقي لسنة 2010، على أنها «ثروة وطنية على المواطنين والجهات الرسمية حمايتها وتجنب إيذائها أو الاعتداء عليها ولا يجوز صيدها إلا لأغراض التجارب العلمية بعد الحصول على الموافقات الأصولية». وتعتبر الحملة هي الأولى في مناطق الأهوار بعد أن صوتت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) بالإجماع في تموز (يوليو) الماضي على ضم الأهوار والمناطق الأثرية فيها إلى لائحة التراث العالمي، ومنها أهوار أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، والوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة. من جهته، قال مدير بيئة محافظة ذي قار محسن عزيز ل «الحياة» إن «الدوائر المعنية بحماية البيئة عقدت اجتماعات مع الأجهزة الأمنية بهدف تنفيذ هذه الحملة لكون العراق ما زال ضمن الرقابة العالمية على تنفيذ آليات وشروط اليونسكو لانضمام الأهوار للائحة التراث العالمي هذا العام، ولا بد من مراعاة شروط المنظمة العالمية كافة في هذا المجال». وأضاف أن «الكثير من أسراب الطيور القادمة من المناطق الباردة في العالم مثل روسيا والقطب المتجمد، تصل إلى أهوار العراق بحثا عن الدفء، إلا أن بعض الصيادين يستغلون ذلك، بل ويخططون لهذا الموسم بالذات بهدف صيد هذه الطيور التي يعتبر بعضها نادراً، للاستفادة منها بالتجارة». وزاد أن «المحافظة وبعد أن تناولت بعض وسائل الإعلام فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي هذا الملف، شرعت بتنفيذ حملة أمنية للقضاء على هذه الظاهرة المخالفة للقانون». وحذرت منظمات إنسانية في ميسان والبصرة من الخطر الذي يمثله الصيد الجائر على الأهوار وملف انضمامها إلى لائحة التراث العالمي، وطالبوا الجهات المعنية بإصدار قوانين لتجريم وردع المتجاوزين.