شدد «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة اليوم (الجمعة) على ضرورة وقف الغارات الجوية التي ينفذها النظام السوري وروسيا على مدينة حلب، وطالب بإجراء تحقيق لتحديد المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان في المدينة السورية. وتبنى المجلس المنعقد في جلسة طارئة بطلب من 16 دولة، قراراً يستهدف بشكل محدد النظام السوري و«حلفاءه»، وخصوصاً روسيا وإيران. ونال القرار 24 صوتاً مقابل سبعة في حين امتنعت 16 دولة عن التصويت. وقدم ممثل روسيا في المجلس ألكسي غولتياف خمسة تعديلات على مشروع القرار تشدد خصوصاً على مطالبة المجموعات السورية المعارضة المتحصنة في الأحياء الشرقية لحلب، بالانفصال عن عناصر «جبهة النصرة» التي أصبحت اليوم «جبهة فتح الشام». وطالب ممثل روسيا أيضاً في أحد التعديلات التي قدمها بإدانة «المجموعات المسلحة غير الشرعية» التي اتهمها بإفشال محاولات إجلاء المدنيين والجرحى من شرق حلب وعدم احترام الهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا والنظام السوري أمس. ورفضت التعديلات الروسية الخمسة، ووصف ممثل روسيا الانتقادات الموجهة إلى النظام السوري وروسيا بأنها «مثيرة للشفقة»، واعتبر أن هذا القرار يمثل في الواقع دعماً للمتطرفين. والقرار غير الملزم «يدين بشدة أي استخدام لحرمان السكان من الغذاء وسيلة قتال وأي حصار يستهدف المدنيين». وتحاصر قوات النظام السوري حلب منذ بداية تموز (يوليو) وشنت الشهر الماضي حملة عسكرية واسعة بهدف استعادة السيطرة على القسم الشرقي من المدينة. ويدين القرار أيضاً «الأعمال الإرهابية المرتكبة ضد المدنيين من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ومنظمات إرهابية أخرى». ويطلب القرار من لجنة التحقيق الدولية حول سورية المفوضة من «مجلس حقوق الإنسان» «القيام بتحقيق خاص حول الوضع في حلب بهدف تحديد إن أمكن كل من (...) يشتبه في أنهم مسؤولون عن انتهاكات للقوانين الدولية حول حقوق الإنسان». ويشدد القرار أيضاً على «ضرورة محاسبة كل هؤلاء المسؤولين عبر آليات قضائية نزيهة ومستقلة» مع الإشارة في هذا الإطار إلى الدور المهم الذي تقوم به المحكمة الجنائية الدولية. وأشادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بأن «مجلس حقوق الإنسان» وجه «رسالة واضحة تقول إن الهجمات غير القانونية ضد المدنيين يجب أن تتوقف ولا بد من محاسبة المسؤولين عنها». وقال مدير المنظمة جون فيشر «الآن على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تقوم بدورها وتدعو إلى اجتماع طارئ لإنهاء الإفلات من العقاب لمجرمي الحرب في سورية». وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة زيد بن رعد الحسين ندد في افتتاح الاجتماع ب «الجرائم ذات الأبعاد التاريخية» التي تحصل في سورية وخصوصاً في حلب التي تحولت إلى «مسلخ»، على حد تعبيره.