سادت مشاعر الغضب أوساط خطباء الجمعة ورجال الدين من السنّة والشيعة محملين الأجهزة الامنية في محافظة ديالى المضطربة مسؤولية اغتيال ثالث رجل دين سنّي نحراً فجر اول من امس، فيما دعا آخرون الى وقف فوري للاعتقالات العشوائية «والاخرى التي تتم وفق مذكرات كيدية وسياسية». وطالب الشيخ وفيق محمود الجبوري (سنّي) الاجهزة الامنية بموقف حيال الاستهدافات المتكررة لرجال الدين المعارضين لفكر ومعتقد التنظيمات المتطرفة. وقال ل»الحياة» ان «استهداف رجال الدين المعارضين للتطرف وجرائم القتل التي تتم بدعوى المروق عن الدين والاشراك بالله لا تزال من دون معالجات وان الاجهزة الامنية فشلت في توفير الحماية لشهداء الجمعة والمساجد من رجال الدين والمصلين». واشار الى ان «قيادة عمليات ديالى مطالبة الآن بتفسير منطقي للخروقات الحاصلة والاعتراف بعجزها في تأمين الحماية لرجال الدين من الطائفتين». وحض الجبوري «رجال الدين السنّة في المدينة الى الخروج عن تحفظهم في ما يتعلق بقتل رجال الدين المعتدلين واعلان البراءة في كل صلاة جمعة من تنظيم القاعدة والتنظيمات الموالية له». وكان مسلحون ينتمون الى تنظيم «دولة العراق الاسلامية» اقتحموا منزل إمام وخطيب مسجد قرية «سنسل» الشيخ عبدالجبار الجبوري (42 عاماً) واحتجزوه ساعتين في إحدى غرف منزله ثم قتلوه نحراً قبل ان يحرقوا جثته أمام منزله فجر الخميس. واوضح العميد توفيق العبيدي من شرطة قضاء المقدادية ل «الحياة» ان «الشهيد الجبوري هو ابن عم النائب عن جبهة التوافق سليم الجبوري تلقى عدداً من التهديدات بقتله الا ان الشيخ ظل مصراً على مواقفه ودعواته التكفيرية لاعمال وهجمات التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة» . وانتقد إمام وخطيب جمعة في بعقوبة كبرى مدن ديالى «الاجراءات الامنية المتبعة في وعدم فاعليتها في الحد من نشاطات المسلحين». وأكد الشيخ عساف الدليمي ل»الحياة» ضرورة الاستعانة بخبرات وطنية لدعم الملف الامني الذي يشهد خروقات غير مسبوقة. واشار الى ان «صمت القيادات الامنية عن عمليات القتل والتمثيل بجثث رجال الدين وقيادات وعناصر الصحوة تجاوز المعقول في وقت تتحدث فيه القيادات الامنية على تحقيق نسبة 80 في المئة من الاستقرار الامني». واعتبر رجل الدين السنّي «الاعتقالات التي تشنها المفارز الامنية خرقاً واضحاً للحقوق بعد ان تحولت هذه الاعتقالات التي تقف وراءها جهات الى اداة لتصفية الخصوم السياسيين وغيرهم من أبناء المدينة»، داعياً الى «اطلاق فوري للمعتقلين الذين لم تثبت بحقهم الجرائم المنسوية لهم». وكان ديوان الوقف السنّي دعا الأجهزة الأمنية إلى وقف عمليات الاعتقال التي تستند الى المخبر السري، مطالباً بإجراء التحريات الدقيقة عند تنفيذ أوامر الاعتقال، لتجنب اعتقال الابرياء. الى ذلك حذر خطيب جامع وحسينية الباقر في ناحية خان بني سعد الشيخ فؤاد جليل الحلفي من «تصفية المزيد من خطباء الجمعة ورجال الدين المعتدلين». ودعا الحكومة والقيادات الامنية الى مراجعة خططها واعادة النظر بقراراتها الامنية المتعلقة بانهاء وجود التنظيمات المسلحة التي عاودت سيطرتها على عدد من المناطق التابعة لناحية حمرين وقرى سنسل والسعدية والعظيم. وكان مسلحون ينتمون الى «القاعدة» و»دولة العراق الاسلامية» قتلوا رجلي دين نحراً في ناحية السعدية وفي بعقوبة في نيسان (ابريل) الماضي. ويتخذ تنظيم «دولة العراق الاسلامية» من محافظة ديالى التي تضم خليطاً من السنّة والشيعة والاكراد معقلاً رئيساً لقياداته وعملياته المسلحة في وقت تواصل القوات الامنية والحكومية حملاتها العسكرية لملاحقة مسلحي التنظيم المتحصنين بالبساتين والمناطق العصية جغرافياً القريبة من الحدود الادارية لمدينة كركوك.