طهران، نيويورك - أ ف ب - عزا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد امس، «مزاعم» الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير حول البرنامج النووي الإيراني، الى «ضغوط أميركية»، فيما هدد شهاب الدين الصدر نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان) باستهداف «كلّ المواقع الصهيونية»، اذا هاجمت اسرائيل مفاعل «بوشهر» الذري. وقال نجاد ان «الموقف الذي اتخذته الوكالة الذرية ضد الشعب الإيراني، سياسي ويفتقد الى شرعية قانونية»، مضيفاً ان المدير العام للوكالة الياباني يوكيا أمانو «يقدم مزاعم ضد بلدنا، بسبب ضغوط اميركية، في وقت يرفض إبلاغنا أي دليل» يثبت ما تضمنه تقريره. وقال نجاد لشبكة «نوفا» التلفزيونية الهولندية، أن «طهران بذلت أقصى درجات التعاون مع الوكالة»، معتبراً أن «موقف الأخيرة ضد ايران انما تمّ بسبب ضغوط بعض الدول المتغطرسة». وسُئل نجاد عن سبب رفض ايران امتلاك قنبلة نووية، فيما تملكها اسرائيل و «بعض الدول المجاورة»، فأجاب: «إيران تعتبر هذا السلاح الفتاك أكثر الأسلحة المعادية للبشرية التي صُنعت على مرّ التاريخ». وأضاف: «ايران لن تشعر بأي خطر إزاء القنابل النووية، اذ أن أحداً ليس قادراً على استخدامها، ولذلك نرفض امتلاك قنابل مماثلة، تفتقر الى الفاعلية في تسوية مشاكل العالم». في الوقت ذاته، اعتبر شهاب الدين الصدر نائب رئيس البرلمان الإيراني ان القرار 1929 الذي أصدره مجلس الأمن، «غير ملائم ويضر بمصالح شعبنا، وبعمل الاتحاد الأوروبي»، مشيراً الى العقوبات الأحادية التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا على ايران. لكنه شدد على ان «ايران الآن ليست كما كانت عليه عام 1978، بمواجهتنا مشاكل عدة آنذاك، اذ ان حاجات البلد الأساسية باتت متوافرة الآن في شكل جيد، ولا نعاني من أي مشكلة». وحذر الصدر من ان «ايران قادرة على استهداف كلّ المواقع الصهيونية، إضافة الى أهداف أخرى، إذا فكّر هذا الكيان بشنّ بهجوم على مفاعل بوشهر». وفي نيويورك، انتقد المندوب الإيراني لدى الأممالمتحدة محمد خزاعي «قوى عالمية تسعى الى نشر ثقافة الإرهاب والاستفزاز، لتحقيق مصالحها». وقال خلال مداخلة أمام جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، خُصصت لمراجعة استراتيجية مكافحة الإرهاب: «منذ عشرات السنين وإيران هي رأس حربة في حرب شاملة ضد المافيات الدولية لتهريب المخدرات». وأضاف ان «آلاف الموظفين التابعين لوزارة العدل، قُتلوا، وصُرفت بلايين الدولارات من أجل محاربة مهربي المخدرات ومنع استيراد الأفيون». وزاد: «تحمّلنا عبئاً ثقيلاً من دون الحصول على أدنى مساعدة من الأسرة الدولية، لكن يجب ان نشير الى ان أي بلد لا يمكنه أن يتصدى بمفرده» لهذه المشكلة. وأشار خزاعي الى ان ايران تحتاج مساعدة دولية من أجل التصدي لتهريب الأفيون الذين يمثل «المصدر الأساسي لتمويل» المجموعات «الإرهابية» في المنطقة. وأوضح ان 98 في المئة من إنتاج الأفيون في العالم يأتي من أفغانستان، و«القسم الأكبر منه يُنقل عبر الحدود الإيرانية».