تتوافر مجاناً برامج كومبيوتر وتطبيقات رقميّة لإنتاج الكتب التفاعلية، كتطبيق «سيغيل» sigil وبرنامج «كاليبر» caliber المفتوح المصدر. ويجري تحديث تلك البرامج والتطبيقات دورياً، كما تجري مساندتها عبر مواقع متخصّصة على الشبكة العنكبوتية الإلكترونيّة. ولا يخلو النوعان من عيوب. فمثلاً، تسعى شركات النسخ المصورة إلى حل مشكلة عدم مرونة التصميم، وصعوبة قراءته على الأجهزة الصغيرة، وعدم القدرة على التعامل مع المحتوى وغيرها. في المقابل، تسعى شركات الكتاب التفاعلي إلى رفع مستوى التصميم، وزيادة مستوى الاقتباس لأن التفاعلي لا يسمح إلا باقتباس فقرات أو بضع صفحات على الأكثر. ويجدر القول إن ما نراه عيوباً تقنيّة ربما لا يكون كذلك بالضرورة، إذ يعطي ثبات التصميم في ملفات ال «بي دي أف» بُعد الصدقيّة لهذه الملفات (وهو من أسباب شيوعها في مجال البحث العلمي). وتؤمّن عدم القدرة على نسخ الكتاب التفاعلي بالكامل نوعاً من الحماية، لأن القارئ يشتري حق القراءة، وهو ما يعطيه حق إعطاء الكتاب لآخرين. نموذجان متنافسان يضاف إلى المنافسة عنصر جديد، يتمثّل في سعي الشركات المتنافسة إلى إنتاج كتاب يلبي حاجات القرّاء من جهة، ويحفظ حقوق الناشرين من الجهة الثانية. وثمة أسئلة تطرح نفسها تلقائيّاً. كيف يصل الكتاب إلى القارئ؟ كيف يستفيد الناشر؟ تجري تلك الأمور عبر مواقع شبكيّة متخصّصة في بيع الكتب الإلكترونية. ومن المستطاع تقسيم هذه المواقع إلى نوعين. يعمل النوع الأول على تقديم الكتاب الإلكتروني إلى الجمهور، في شكل مباشر، مع إعطاء الناشر نسبة محدّدة سلفاً. ويتمثّل النوع الثاني في ما يُعرف في النشر الورقي باسم «شركات التوزيع». وتأخذ تلك الشركات الكتب الإلكترونيّة من الناشر، وتعطيها إلى أمكنة متخصّصة بالتوزيع الإلكتروني. هناك أمثلة مشهورة عن النوع الأول، ك «آبل ستور» أو «أمازون.كوم»، وهي تحصل على ثمن الكتاب بطريقة مباشرة. وفي المقابل، يعمد موقع «سكريبد» scribd إلى تحصيل اشتراك مع تمكين القارئ من الحصول على عدد من الكتب، شرط أن ينزلها خلال فترة الاشتراك. ويعتمد موقع «إيبلب» eblib على إعارة الكتب للمكتبات العامة لفترة معينة، ما يمكّن الباحثين من اللجوء إلى تلك المكتبات للإطلاع على ما يبحثون عنه من كتب. ويختلف الأمر بالنسبة إلى النوع الثاني، إذ ينهض موقع «بوك واير» bookwire بأعباء التسويق والتحصيل. ويوزّع الكتاب على المتاجر، ويتلقى تقارير البيع من كل متجر. بعدها، يعدّ «بوك واير» تقريراً مُجمّعاً عن حال البيع، ويسلّم الناشر أو المؤلف مستحقاته، من دون عناء.