على رغم رحيله قبل ستة أعوام، إلا أن الوزير غازي القصيبي يكاد يكون حاضراً في يوميات مواطنيه السعوديين، ولكنه كان الأكثر حضوراً في الساعات الماضية، خصوصاً بين الموظفين الحكوميين، الذين وجدوا أنفسهم متهمون ب«ضعف الإنتاجية» من وزير الخدمة المدنية خالد العرج. وعبر مغردون عن حنينهم إلى القصيبي (رحمه الله)، الذي كان بحسبهم «يرفض المساس بالموظف السعودي وتصغير حجمه»، مستعيدين مقطعاً مصوراً يتحدث فيه الوزير الراحل بإيجابية عن الموظف الحكومي السعودي. فيما وجد الوزير العرج نفسه وجهاً لوجه أمام حوالى 1.2 مليون موظف وموظفة في القطاع الحكومي، استفزهم قوله إن «الدراسات أظهرت ان إنتاجية الموظف السعودي في القطاع الحكومي لا تزيد على ساعة عمل واحدة فقط في اليوم». وأثارت هذه المعلومة التي أدلى بها العرج خلال لقاء معه ومسؤولون آخرون في برنامج «الثامنة» مع الإعلامي داود الشريان، استياء الموظفين السعوديين، وطفت علامات الاستفهام على سطح ردود أفعال السعوديين «المتفاجئة»، والإصرار على معرفة مصادر هذه الأرقام التي تنفي نصاب أعمالهم اليومية والأسبوعية. وزعم الدكتور حمد الشيخ (Dr.Hamad M Al-Sheikh) في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن الدراسة «قام بها أستاذ بمعهد الإدارة قبل ما يقرب من 15 سنة، وكتب المعهد لوزير الاقتصاد عدم اعتمادها أو الاستناد، ووزير الخدمة يعرف ذلك؟». وعند سؤال البعض عن الدراسة؛ رد الشيخ أن «الدراسة موجودة عند معالي وزير الخدمة المدنية والاقتصاد والتخطيط». وأضاف أن «حق كل موظف في القطاع الحكومي مطالبة وزير الخدمة بتقديم الدراسة التي استشهد بها». و«لم يوفق الوزراء في اقناع المواطن» بحسب المحلل السياسي والعسكري إبراهيم آل مرعي، الذي قال إن «الأرقام لاتكفي لاتخاذ قرار دون الأخذ بعين الاعتبار البعد الأمني والاجتماعي». وسأل مغرد مستنكراً: «هل شملت الدراسة طبيب انتاجيته 8 إلى 10 ساعات يومياً، أو مدرس يقدم 20 إلى 24 حصة اسبوعياً، أو موظفي الداخلية والدفاع». وشكر مدوّن الموظف السعودي في قوله: «إذا كان الموظف السعودي في ساعة واحده ساهم وانتج كل هذا.. فنحن أمام موظف صاحب قدرات هائله يستحق التكريم». وأشار سعوديون إلى الطاقة السلبية التي انتابتهم بعد اللقاء، والذي بحسب آرائهم «لم يوفق في طمأنة الشعب السعودي»، وتساءل مغرد: «الانتاجية ساعة!.. ويستغنون عن العامل الأجنبي»، مضيفاً «استغنوا ليحصل الركود سريعاً». في إشارة إلى مشاريع التوطين في الكثير من القطاعات. وعلى خلاف المنددين، أكد مغرد أن الدراسة «أقرب إلى الصواب»، داعياً «اقرؤوا النتائج المحققة من كل قطاع بدون عواطف ولكم الحكم». وأكد آخر «أنا مقتنع بصحتها.. لأني ما أراه وأعرف بنفسي شي عجيب». وكانت وزارة الخدمة المدنية كشفت قبل عامين أن عدد العاملين في الدولة (لا يشمل العسكريين)، بلغ حتى نهاية شهر جمادى الأولى من العام 1436ه، حوالى 1.26 مليون موظف ومستخدم، يشكل الرجال منهم 60 في المئة. وبينت الوزارة أن عدد السعوديين العاملين في الدولة بلغ 1.19 مليون موظف، بنسبة قدرها 94.3 في المئة من إجمالي الموظفين في مقابل 72 ألف موظف غير سعودي ما يعادل 5.7 في المئة. ويشغل 43 في المئة من إجمالي السعوديين العاملين في الدولة وظائف تعليمية نحو 230 ألف وظيفة للرجال وحوالى 280 ألف وظيفة للنساء. و36 في المئة منهم يعملون في الوظائف العامة يتجاوز عدد الموظفين الرجال 210 ألف موظف، وعدد الموظفات 110 ألف موظفة. ويبلغ عدد السعوديين العاملين في الوظائف الصحية نحو 60 ألف موظف من الرجال، وحوالى 40 ألف موظفة من النساء. وفي المقابل، فإن 70 في المئة إجمالي الأجانب العاملين في الدولة يشغلون وظائف صحية، و5 في المئة يشغلون بعض الوظائف التعليمية في مجال التعليم العالي.