علّق مفتي مصر الدكتور علي جمعة، أول من أمس، للمرة الأولى على المزاعم الخاصة بأن الكنيسة القبطية تحتجز زوجة كاهن بعدما أشهرت إسلامها. وشدد على أن مصر دولة إسلامية بنص الدستور. وأكد الدكتور جمعة أنه لا يجوز لأي جهة أن تحتجز من يُشهر إسلامه وقال إنه «إذا أسلم شخص فلا يجوز لأحد أن يجبره على ترك الإسلام، وإذا أراد الشخص الذي دخل الإسلام العودة إلى ديانته الأولى فلا يجب أن يمنعه أحد أيضاً». وانتقد الدكتور علي جمعة الضجة المثارة حول إسلام زوجة كاهن دير مواس كاميليا شحاتة. وقال رداً على سؤال حول حق الإنسان في تغيير ديانته إن «القضية المثارة في الوقت الراهن حول السيدة التي أعلنت إسلامها لا بد أن تُناقش بموضوعية ومن دون إثارة». وأضاف: «على عقلاء الأمة أن يراجعوا أنفسهم في هذا التوتر المفتعل الذي ليس له أساس». وقال: «نرفض أن تتم هذه الإثارة على أرض مصر بهذه الصورة الغبية». وكانت تظاهرات عدة شارك فيها مئات المسلمين أمام مساجد في محافظات مختلفة في مصر نددت بتسليم سلطات الأمن زوجة الكاهن إلى الكنيسة بعدما تردد عن إسلامها عقب اختفائها من منزل زوجها لأيام. وانتشرت على مواقع الانترنت صور لكاميليا مرتدية الحجاب وروايات عن توجهها إلى الأزهر لإشهار إسلامها برفقة أحد الشيوخ فتم إلقاء القبض عليها وتسليمها إلى الكنيسة. ومنذ ذلك الحين توارت عن الأنظار. وأكد مفتي مصر أن الإسلام أباح حرية العقيدة، مبرهناً على ذلك بقول الله عز وجل «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» و «لا إكراه في الدين»، مشيراً إلى أنه لا يوجد نص أو آية في القرآن الكريم تدعو إلى إرغام الإنسان على اعتناق عقيدة معينة. وقال المفتي، خلال الأمسية الرمضانية التي نظّمها الليلة قبل الماضية المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن من يكفر حسابه عند الله يوم القيامة. في غضون ذلك، أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث قوة ومتانة الوحدة الوطنية ونسيج العلاقة بين أبناء شعب مصر مسلمين ومسيحيين. وكان الطيب استقبل شنودة أمس في مشيخة الازهر مهنئاً لمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. وقال الطيب إن هناك محاولات أجنبية لضرب الاستقرار والتآلف بين أبناء الشعب المصري بشقيه الإسلامي والمسيحي، مؤكداً أن القيادات الدينية في مصر «متنبهة تماماً لمثل هذه المحاولات الخبيثة وتقف موقفاً موحداً من أجل التصدي لها ولأي محاولة لإيقاع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب المصري». وشدد على أن رسالة الأزهر وواجبه الأساسي هو الحفاظ على وحدة وسلامة الوطن من الداخل وكذلك وحدة الصف العربي والإسلامي وإحلال السلام بين الناس جميعاً. وأوضح أن اللقاءات المتبادلة بين القيادات الدينية في مصر هدفها الأساسي الحفاظ على الوحدة الوطنية. من جانبه، قال البابا شنودة «إننا في مصر تربطنا، مسلمين ومسيحيين، علاقات قوية لا يمكن المساس بها». وأكد أن الأزهر الشريف في ظل قيادة الدكتور أحمد الطيب يشهد نهضة قوية.