أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ومسؤولون في التحالف الدولي، أن «داعش» سيُهزم في الموصل، وتوقعوا أن تستغرق المعركة شهوراً، وأن يلجأ التنظيم إلى اتخاذ السكان دروعاً بشرية، خصوصاً أن زعيمه أبو بكر البغدادي ما زال في المدينة، وسط تجدد المخاوف من موجة نزوح كبيرة، فيما حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي من السماح ل «الإرهابيين باللجوء إلى سورية». (للمزيد) وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، إن «بدء العمليات لتحرير الموصل خطوة كبيرة أخرى إلى الأمام»، وإن التنظيم «سيهزم على رغم صعوبة المعركة». وقال هوشيار زيباري المسؤول الكردي الكبير، إن العمليات الأولى نجحت بفضل التعاون الوثيق بين الحكومة العراقية وعناصر البيشمركة، ما سمح بخروج عناصر التنظيم من 9 أو 10 قرى شرق الموصل. وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس، أن معركة التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ستستغرق وقتاً ولن تكون «حرباً خاطفة». وأضاف أن «هذه المعركة مهمة لأن الموصل معقل داعش. هذه المدينة يسكنها مليون ونصف المليون شخص، لذا فإنها مسألة طويلة الأجل... أسابيع وربما شهور». وقال نظيره البريطاني مايكل فالون أمام مجلس العموم (البرلمان): «عندما توجهت إلى بغداد وأربيل قبل ثلاثة أسابيع كان ضباط كبار عراقيون ومن التحالف يضعون خططهم لمعركة الموصل». وأضاف: «إنهم واثقون جداً، ومن الواضح أن داعش يهزم»، مؤكداً أن استعادة ثانية مدن العراق «ستستغرق وقتاً». وتابع: «لن تكون العملية سريعة، ويمكننا توقع معارك شرسة مع داعش». إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن وزير المال العراقي السابق هوشيار زيباري، قوله إن «داعش مشوش، يتوقع الهجوم عليه من الشرق أو الغرب أو الشمال». وأضاف أن «القوات المهاجمة دخلت اليوم (أمس) مرحلة جديدة. والهجوم على المدينة سيكون حذراً للغاية. إنها عملية تنطوي على مخاطرة كبيرة لكل الأطراف». وأكد «بناء على تقارير موثوق فيها»، أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي وخبير المتفجرات فوزي علي «ما زالا داخل الموصل»، مشيراً إلى «استعداد التنظيم لمقاومة شديدة». من جهة أخرى، أعلن العبادي أمس أن «من واجب التحالف الدولي منع إرهابيي داعش من الفرار إلى سورية». وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «حتى الآن لا يوجد تصادم بين قواتنا والمدنيين، قواتنا تسير في محاور لا يوجد فيها مدنيون». وزاد: «وجّهنا بتحديد المحاور الأساسية لوضع ممرات آمنة للمدنيين (...) ودعونا الأهالي داخل الموصل إلى التزام بيوتهم». وشدد على «عدم وجود قصف عشوائي، سواء من المدفعية أو من الجو». وكان الجيش السوري النظامي أعلن في بيان أن «التحالف خطط» للسماح للمسلحين الفارين من معركة الموصل باللجوء إلى سورية. في العراق، أكد مسؤولون عسكريون في محاور العمليات أن المعركة قد تطول، وسط زحف بطيء للقوات يتركز في المحور الشرقي، في انتظار تحرك المحورين الجنوبي والشمالي، فيما يستمر المحور الغربي الذي يربط الموصل بالحدود السورية مفتوحاً، وتوقع آخرون أن تستمر العملية بين 3 و5 أسابيع، وسيشهد الأسبوع الأول قصفاً صاروخياً وجوياً كثيفاً على مواقع التنظيم في القرى والبلدات التي تزحف إليها القوات المشتركة التي نجحت أمس في تحقيق تقدم محدود في بلدتي الحمدانية وبرطلة التابعة لقضاء النمرود. في هذا الوقت، أعلن قياديون في مجموعات «الحشد الشعبي» خلال مؤتمر صحافي في النجف اتفاقهم على عدم دخول الموصل في خطوة مفاجئة جاءت خلال اجتماع نادر جمعهم أمس مع الزعيم الديني مقتدى الصدر، الذي كثيراً ما وصف هذه المجموعات بأنها «ميليشيات وقحة».